[58] السيد الحسين بن علي بن الحسن الحسيني،
  صيته وارتفع قدره، وله الأدب الذي بهرت فرائده، وصدق منتجعه رائده، على أنه لم يتعاط نظم الشعر إلّا بعد ما اكتهل، وجاءت فرسان القريض جاهدة وجاء هو على مهل(١)، فمن شعره يمتدح رسول اللّه ÷:
  أقيما على الجرعاء في دومتي سعد ... وقولا لحادي العيس عيسك لا تحدي
  فإن بذاك الحي إلفا عهدته ... وبالرغم منّي أن يطول به عهدي
  عسى نظرة منه أبل بها الصدي ... ويسكن ما ألقاه من لاعج الوجد
  وإلا فقولا يا أميمة إننا ... تركنا قتيلا من صدودك بالهند
  يحن إلى مغناك بالطلح والفضا ... ويصبو إلى تلك الأثيلات والرند
  قفا نندب الأطلال أطلال عامر ... ونبكي بها شوقا لعلّ البكا يجدي
  إلى ذات دل يخجل البدر حسنها ... مرنحة الأعطاف مياسة القد
  جهنم والفردوس قلبي ووجهها ... من الشوق والحسن البديع بلا حد
  سقاها الحيا ما كان أطيب يومنا ... بموردها والحي وردا على ورد
  وقد نشرت أيدي الغمام مطارفا ... كستها أديم الأرض بردا على برد
  وقد رفعت فوق الحزوم سرادق ... من الشعر والأضياف وفدا على وفد
  بدوت بحيّيها وإلّا فإنني ... من الساكنين المدن طفلا على مهد
  وملت إلى ماء البشام لأجلها ... وأعرضت عن ماء مضاف إلى الورد
  وغادرت نخلا بالمدينة يانعا ... وملت إلى السرحات من عارضي نجد
  وحاربت أقوامي وصادفت قومها ... وبالغت في صدق الوداد لهم جهدي
  ولا إثم في حبّي لها ولقومها ... وإن يك أن اللّه يغفر للعبد
  ولا سيما أن جئته متوسلا ... بمرسله خبر النبيين ذي المجد
  أبي القاسم المبعوث من آل هاشم ... نبيا لإرشاد الخلائق بالرشد
  دنى فتدلى من مليك مهيمن ... كما القلب أو أدنى من الواحد الفرد
  ألا يا رسول اللّه يا أشرف الورى ... ويا بحر فيض سيبه دائم المدّ
  لأنت الذي فقت النبيين زلفة ... من اللّه رب العرش مستوجب الحمد
  يناجيك عبد من عبيدك نازح ... عن الدار والأوطان بالأهل والولد
  ويسأل قربى من حماك فجد له ... بقرب فقرب الدار خير من البعد
(١) سلافة العصر ٢٥٣ - ٢٥٤.