[58] السيد الحسين بن علي بن الحسن الحسيني،
  ليلثم أعتابا لمسجدك الذي ... به الروضة الفيحاء من جنة الخلد
  فإن له سبعا وعشرين حجة ... غريب بأرض الهند يصبو إلى هند
  إذا الليل وأراني أهيم صبابة ... إلى طيبة الغراء طيبة الندّ
  وأسبل من عيني دمعا كأنه ... عقيق غدا وادي العقيق له خدي
  سميراي في ليل غرام وزفرة ... تقطع أفلاذ الحشاشة كالرعد
  عليك سلام اللّه ما ذر شارق ... وما لاح في الخضراء من كوكب يهدي
  كذا الآل أصحاب الكرامة حيدر ... وبضعتك الزهراء زاكية الجد
  وسبطاك من حاز الفضائل كلها ... وسجادهم والباقر الصادق الوعد
  وكاظمهم ثم الرضا وجوادهم ... كذاك عليّ ذو المناقب والزهد
  كذا العسكري الطهر ذو الفضل والتقى ... وقائمهم غوث الورى الحجة المهدي(١)
  أجاد فيها بحسب بلاد الهند، فليست من معادن الأدب، بل من معادن الذهب، وينبغي أن تكون المخالص النبوية على هذا النمط، فإنه قال قبله:
  ولا إثم في حبّي لها ولقومها ... وإن كان فالرحمن(٢) يغفر للعبد
  ولا سيما المتوسل بنيّة ومخلص، شيخ شيوخ حماه في باب التورية مما هو الشرط الحسن وهو:
  فمن رأى ذاك الوشاح ... الصائم صلّى على محمد
  فالصيام والصلاة مما ينبغي للأديب أن يحجّ إليها بعد أن يقول لا إله إلا اللّه تعجّبا ليأتي بالأربعة الأركان تأدبا.
  وقوله فيها: «تركنا قتيلا من صدودك بالهند» فيه تورية متعاملة.
  وقوله: «وغادرت نخلا بالمدينة يانعا» فيه إلمام بقول أبي العلاء المعرّي:
  وأبغضت فيك النخل والنخل يانع ... وأعجبني في حبك الطلح والضال
  إلّا أن مثل هذا لا يعد أخذا لقلّة الجدوى.
  وأما قوله: «جهنم والفردوس ... الخ» فليس بطيب، وكيف تطيب جهنم،
(١) سلافة العصر ٢٥٤ - ٢٥٥، تحفة الأزهار - خ - ٢/ ٢٦٦ - ٢٦٨.
(٢) في الأصل: «فاللّه» وما صوبناه لاستقامة الوزن.