نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[59] الأديب، الحسين بن علي موسى الخياط

صفحة 38 - الجزء 2

  أحسن ما شاء بالاقتباس والتشبيه والاكتفاء وحسن السبك.

  وله في غلام جميل صلّى بأمثاله جماعة:

  أقام صلاة العصر غصن مهفهف ... بكل كحيل الطرف نوني الحواجب

  فقلت أفي المحراب قد قام يوسف ... فقد شاهدت عيني سجود الكواكب⁣(⁣١)

  وفيه مع التشبيه وتجاهل العارف التلميح إلى رؤيا يوسف الصديق #.

  أذكرني بقوله هذا مع صلاة المليح ما ذكره أبو الفرج في أخبار مطيع بن إياس الأسدي⁣(⁣٢) الشاعر الخليع، وهو أنه كان يشرب مع جماعة منهم حمّاد عجرد ونحوه، ومعهم قينة، فلبثوا ثلاثة أيام لم يصلّوا، ثم تلاوموا بينهم وعزموا على الصلاة وأن تؤمهم القينة، وكانوا سكارى، فقدّموها، وليس عليها إلّا غلالة شفافة بغير سراويل، فلما سجدت ظهر فرجها فوثب حمّاد فقبّله وقال:

  ولما بدا حرّها جاثما ... كرأس حليق ولم تعتمد

  سجدت عليه وقبّلته ... كما يصنع العابد المجتهد⁣(⁣٣)

  وكان هؤلاء النفر متّهمين بالزندقة.

  ولحسين بن علي موسى في الدراهم التي نحلت من طول الضرب لها بغير ذنب أيام القاضي زيد بن علي الجملولي الساحر:

  قبّح اللّه ضربة رخموها ... بالقوانين في يدي إسحاق

  كنّ فيما مضى بدورا بدور ... فاستحالت أهلّة في محاق

  الترخيم: لغة القطع، وفي اصطلاح النحويين حذف آخر حرف من المنادى، أو حذف حرفين، ولا يجوز في غيره إلّا في الشعر سماعا، ومن الترخيم الذي هزّه الترخيم قول جمال الدين بن نباتة⁣(⁣٤) موريّا فيه:

  لو ذقت برد رضاب من مقبّله ... يا حار ما لمت أعضائي التي ثملت


(١) نشر العرف ١/ ٥٨٩.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٧١.

(٣) الأغاني ١٣/ ٣٥١.

(٤) مرّت ترجمته بهامش سابق.