[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن
  وشعره كثير مشهور، وجمع ديوانه أخوه محمد بن عبد القادر بعد موته، وسمعت أنه أوصاه أن لا يثبت له إلا أشياء عيّنها له ويسكت عن البقية لغرض له، فلا يدوّن إلّا القليل.
  ومن شعره:
  خفف على ذي لوعة وشجون ... واحفظ فؤادك من عيون العين
  فلكم فؤاد واجب من سهمها ال ... مسموم أو من سيفها المسنون
  واترك ملامة مغرم في حب من ... أغنت محاسنه عن التحسين
  رشأ أغن غضيض طرف لم يزل ... يسطو بسحر من رناه مبين
  ستر الضحى من شعره بدجى كما ... كشف الدجى منه بصبح جبين
  وتراه منتصب القوام ولم يزل ... عن ضمه ينهى بكسر جفون
  وإذا مشى مرّ النسيم بعطفه ... فيكاد يلويه لفرط اللين
  نابت عن الصهبا سلافة ريقه ... وخدوده أغنت عن النسرين
  ما مال كالنشوان تيها عطفه ... إلّا وفي فيه ابنة الزرجون
  وترى العميد بصارم من لحظه ... يحيى برشف رضابه في الحين
  فلحاظه فيها الممات، وريقه ... ماء الحياة، لمغرم مفتون
  يا شادنا شاد الغرام كناسه ... في مهجتي لا في ربى جيرون
  لك في فؤادي مربع، وحشاشتي ... لك مرتع، والورد ماء جفوني
  يا من له الخد الأسيل ومن له ال ... طرف الكحيل، وحاجب كالنون
  ما زلت مغرى بالخلاف لشافعي ... وتقول لا يا مالكي ترديني
  ويلاه من لا في الجواب وكربها ... يا كربلا أرضيت قتل حسين
  لما تحمّلت الغرام أقام في ... جسمي السقام وسال ماء شؤني
  يا من يدوم على البعاد أما ترى ... قد حل بي من ذاك ما يضنيني
  زفرات مشتاق، ولوعة عاشق، ... وحنين تدكار، ودمع حزين
  ورضيت ظلمي في هواك ولم أقل ... أكذا يجازى ودّ كل قرين(١)
  هذا نفس منسجم وطريقة طريفة، وما زلت أعجب مع فضله وطول نفسه وكثرة تمكّنه لمأخذه من غيره، فإن السحر الحلال في هذا بيت كربلا ورضاه
(١) نشر العرف ١/ ٥٦٥ - ٥٦٦.