[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن
  وحدّه، بفتح الحاء المهملة وتشديد الدال المهملة المفتوحة، وآخرها هاء:
  قرية بسفح جبل على نحو فرسخ من صنعاء من الناحية الغربية، وفيها أنواع الفاكهة وصنوف الرياحين، وليس باليمن الأعلى أبهى منها، وبها جدول عظيم اسمه حميس، وقيل إن الأديب بدر الدين الدماميني صاحب المغني اجتاز بها في مسيره إلى الهند فقال فيه وضمّن بيت الحماسي:
  ولقد مررت بحدّة وحميسها ... حمس على ما فاتها يتبلبل
  بي مثل ما بك يا حميس وإنّما ... صبري على فقد الأحبّة أجمل
  وللدماميني كتاب لطيف سماه «نزول الغيث» اعترض به الصفدي في غيثه الذي انسجم، وما أنصفه، وأما التسمية فمطربة، ومن المقادير أن أول شيء اعترضه به في شرح أول اللاميّة في إعراب صانتني وزانتني، فتوهّم الشيخ صلاح الدين أن التاء فيهما ضمير للفاعل مهجن عليه البدر الدماميني بأوله وذلك أن الضمير الفاعلي يستتر في الماضي مطلقا.
  وكان الدماميني إماما من أئمة النحو، فاضلا شاعرا مجيدا، وكان أول حاله جزار بمصر، ودخل الهند لطلب الرزق فقدرت وفاته به.
  وكنت أريد الإشارة في ترجمة الحسين بن علي موسى إلى شيء من شعر عبد القادر الرومي الأصل المعروف بالخيمة لصناعة عملها، وهو من أدباء صنعاء المطبوعين، فذهلت عنه ثم وهو بقيّة مما ترك آل عثمان باليمن، وكان أستاذا في الخياطة، عذب المقاطيع، فمنها وقد ذهب محبوب له اسمه الطل وجاء آخر اسمه الغيثي:
  يا معشر الأصحاب لا تقنطوا ... من رحمة تأتي على ريث
  إن غاب عنّا الطلّ في وقته ... فربّنا قد جاء بالغيثي
  وقوله في غلام سمر معه اسمه يوم النور:
  قد سمرنا مع الأحبّة حتى ... مزّق الصبح حلّة الديجور
  ليلة قد أتت بكل عجيب ... وأرتنا في الليل يوم النور
  أذكرني يوم النور قولي من أبيات: