نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[60] الأمير السيد الحسين بن عبد القادر بن

صفحة 50 - الجزء 2

  ونظمك قد وافى وأحكام سبكه ... عليك ثناء شايع وفضائل

  ونظمي إذا وفاك فامنن بستره ... ولا تعطين الناس ما أنا قائل

  وإن زانه الإبداع من قول أحمد ... دروع لملك الروم هذي الرسائل⁣(⁣١)

  ثم عقب هذا الجوهر المنظوم بباقة من المنثور وهي:

  وينهي وصول الكتاب الذي لو تصوّر عقدا لكان جوهرا، أو طيبا لكان عنبرا، أو فلزّا لكان ذهبا، أو جنا لكان رطبا، وفاكهة لكان حلوى، أو طعاما لكان المنّ والسلوى، وكيف لا يكون كذلك ومنشية، وناسج بروده وموّشيه، من لو كان في عصر بني مروان لما حمدوا عبد الحميد، أو في زمن بني أيوب لما عرفوا فضلا للفاضل المجيد، أو في أيام بني عبّاد لما استحسنوا مما شاد ابن عمار بيتا، ولزاد على ابن زيدون في عصرهم صيتا، ذلك الولد القاضي العلامة أوحد الأمجاد، ومن رتب المعالي إليه أشوق من صاد إلى عين ومن عين إلى صاد، عين الأعيان في تخت اليمن، القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن لا زالت مطارف الدروج بألفاظه مفوّفة، وحبر الطروس بمداد محابره من حرفه، ومسامع ذي العلم بدر فوائده متسّقة، واللّه يمنحه صوابغ الإنعام، ونوامي البركة فأزكى السلام، سلاما أسنى من نور القمر في الدياجي، وألطف من محاورة ذي الألغاز والأحاجي، فشرح الصدر بما شرح في ذلك الكتاب، وكاد أن يعيد لي سرح العيون في أفنان شرح الشباب، ما نشرناه إلّا وروائح نسره إلى المسك منسوبة، ولا طويناه إلّا وإعادته مستحبّة كقول ابن مندوبة:

  تفكّر طورا في قراءة فصوله ... فإن نحن أتممنا قرائته عدنا

  إذا ما نشرناه فكالمسك نشره ... ونطويه لا طيّ السآمة بل ضنّا

  قلت: إن من البيان لسحرا، وهذا منه، فللّه درّه ما أعذب بيانه وأحلى جمامه، فهو الذي أتى بما لم تستطع، الأوائل، وأخجل النجوم الأفقية والبدور الأنسيّة ذوات الأوشحة الحوائل.

  * * *


(١) نشر العرف ١/ ٥٦٣ - ٥٦٤.