[61] السيد أبو محمد، الحسين بن علي بن
  وفيه فضائل، وله أدب وذكاء وقّاد، وحسن خلق، وأشعار رقيقة حرّة، وهي سائرة مشهورة، وله في الموشّح الملحون ما له فعل ابنة الزرجون، وأنشدني من شعره:
  حلّ الجفا ورسائل العتب ... واسمح لصبّ(١) دامي القلب
  يمسي ويصبح فيك ذا قلق ... لا بالحمى والجانب الغربي
  سالت محاجره عليك دما ... حتى أسال محاجر الشعب
  عذبته بهوى شرارته ... عذبت لديه كريقك العذب
  وسقيته كأس الهوى عللا ... فغدا عليلا ذاهل اللّبّ
  سكران من راح الغرام فلا ... تصحبه خير روائح القرب
  يا ساجعا فوق الأراك ضحى ... مالي أراك مولّه اللبّ
  أشبهتني إذ كنت ذا شجن ... مثلي معنّى دائم الكرب
  لكن غناك بحبه قمرية ... وغناي من قمرية تسبي
  هيفاء إن هزّت معاطفها ... هزّت بلين معاطف القضب
  حسنا كأن بثغرها شفقا ... من تحته درر من الشهب
  يا صاحبيّ ولم أقل أبدا ... يا صاحبي من قلّة الصحب
  هات الحديث عن الحمى الغربي ... سلسله متصلا على الصبّ
  عرّض بذكر الشطّ فيه لنا ... واذكر به من شطّ في الشعب
  وعليك إملاء الحديث لنا ... نثر كنثر اللؤلؤ الرطب
  وعليّ أن أبكي وأنظم في ... خدّي عقود المدمع الصبّ
  يا بارقا قد لاح مبتسما ... فوق النقى وملاعب السرب
  قل للّذي نزلوا بذي سلم ... يا برق حسبي حبّهم حسبي
  لا أرتضي بسواهم أبدا ... غير الفخار فإنها تربي
  هذا الوزن عذب المذاق، وأرّق من قلوب العشّاق، وأول من فتحه بهذا الروي المكسور فيما أحسب الجمال بن نباتة(٢)، فله فيه قصيدة طنّانة افتتحها بقوله:
(١) في الأصل: «واعذر محبّا لصبّ» وما أثبتناه من ب.
(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.