[61] السيد أبو محمد، الحسين بن علي بن
  دمعي عليك مجانس قلبي ... فانظر على الحالين في الصبّ(١)
  فالحالان هما اللذان حكما له بالتمييز على الأقران، وما هما إلّا خالان في وجنّة الشعر، وجاء لي قديما في هذا الروي والوزن من أبيات:
  ومرجّع نغما حسبت به ... ما حلّ بعد رحيلهم قلبي
  أشبهته كلفا وأشبهني ... في بثّنا الشكوى إلى القضب
  يا ليتني أدري بنازحة ... منها لقي في غصنة حبّي
  جز يا نسيم بهم على حذر ... فإذا بلغتّ معرّس الحبّ
  ورأيت من حلّت ترائبها ... بمدامع ساقطتها شهب
  وتحمّلت ظلمي وقد ضعفت ... عن وقفة ذهب وعن قلب
  بلغ لها ما لست تجهله ... ما عنك تخفى حالة الصبّ
  إيّاك أن تدري حواسدها ... إنك من رسلي ومن صحبي
  * * *
  رجع، إلى ذكر أبي محمد، ومن مقاصده الصالحة في التوجيه بأسماء الكتب:
  ما على البرق من وراء الثنيّة ... لو أتى من أحبّتي بتحيه
  وقرى للمشوق تلخيص سرّ ... أعلنته الحواشي الشلبيّته
  الشلبي: اسم فارسي تعبّر عنه العامة عن الشيء اللطيف، وحاشية، معروفة.
  وله في من اسمها سلامة:
  يا بروحي غيداء تدعى سلامه ... ذات حسن وبهجة ووسامه
  واصلتني في غفلة ثم قالت ... هات قل لي فما عليك ملامه
  قد جمعت الجمال أيّة جمع ... هو قل لي فقلت جمع سلامه
  وله في غالية:
  بأبي وبي فتّانة ... فوق الغواني عاليه
(١) كاملة في ديوان ابن نباته المصري ٣٢ - ٣٥.