[63] السيد أبو عبد الله، الحسين بن المطهر بن
  محمد بن المطهّر - الآتي ذكره(١) -:
  أذوب إن ذكروا يوما مسمّاه ... فكيف أن شهدت عيني محيّاه
  خشف فقدت اصطباري مذ ولعت به ... فكيف صبر فؤاد كان يهواه
  ظبي غرير ومن إفراط غرّته ... يظل يحرق قلبي وهو مثواه
  يفتر إن هملت عيني ويسأل ما ... هذا الذي قد أرى في الخدّ بحراه؟
  فقلت: ذاب فؤادي من هواك به ... ففاض من زفرتي ما الوجد أبداه
  لا يعرف النصح في طول المطال ولا ... يصغي بسمع إلى من بات ينهاه
  ولا يخاف قصاصا قط من أحد ... هذا وكم فتكت في الناس عيناه
  ما هكذا فعل وال في رعيّته ... يا من على الناس حكم الحسن ولّاه
  كتمت يا منية القلب الهوى طمعا ... أن نحتفي ودموع العين تأباه
  وكيف يكتم وجدا أو يسرّ هوى ... الدمع في خدّي المصفرّ أدماه
  للّه أيام حسن صرت أحسبها ... من حسنها طيف نوم طاب مسراه
  وكان يجمعني والخلّ منزله ... ولا عليّ رقيب كنت أخشاه
  في غرّة العمر والأيام مسعدة ... والدهر يدني لكلّ ما تمنّاه
  طاردت لذّات قلبي إذ ظفرت بها ... وكلّ من طارد المطلوب أنضاه
  في حلبة اللهو أدركت المنى فعلى ... تلك الليالي من الوسمي اهناه
  يا ساري البرق خصّ الحيّ من أضم ... بصيّب من غزير المزن يغشاه
  فإن لي فيهم قلبا يسائلهم ... عمّن دعاه إلى سلع فلبّاه
  ويا نسيم الصبا إن جزت حيّهم ... فالقلب في سفحهم قد طال مثواه
  فقل له: هل أفادت طول غيبته ... عنّي وهل رقّ قلبا حين ناداه؟
  وهل تعطف بعد البعد واتّضحت ... شكواه يا ليت إنّا ما عرفناه
  وهي طويلة اختصرتها، وقد قارب الإحسان فيها أوكاد.
  وقوله: «في غرّة العمر» والبيتان بعده أحسبهما من شعر أبي الحسين مهيار في هائيته المشهورة، فإني لم استحضرها الآن، وفيها متانة، فأما لفظ «قط» بعد
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٦٩.