نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[63] السيد أبو عبد الله، الحسين بن المطهر بن

صفحة 61 - الجزء 2

  المضارع فليس بجائز، وإنّما يؤتى بها عقب الماضي للتأكيد، وتستعمل لتأكيد المضارع عوض، كقول الأعشى⁣(⁣١) في مدح المحلّق:

  رضيعي لبان ثدي أم تحالفا ... بأسحم داج عوض لا نتفرق

  أجرى الأعشى الاثنين مجرى الجمع وذلك للتعظيم كأنهم جماعة وذلك معروف في اللغة، ومنه قوله تعالى: {رَبِّ ارْجِعُونِ}⁣(⁣٢) وقرأه من رفع ملائكة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}⁣(⁣٣) فيكون يصلّون خبرا عن اللّه، وخبر ملائكته محذوف لدلالته عليه.

  واسم المحلّق: عبد العزيز⁣(⁣٤) بن حنتم بن شدّاد بن أبي عامر بن صعصعة، وكانت بخدّه غضّة فرس تشبه الحلقة، فعرف لها بالمحلّق، وكان مقلّا ذا عيال وبنات، فقدم أعشى بني قيس بن ثعلبة الشاعر المشهور، عكاظا في الموسم والمحلّق به، وكانت له امرأة عاقلة، فقالت له: إن الأعشى قدم فلو تعرّضت له رجوت أن ينفعك اللّه، قال: وكيف؟ ولا شيء عندنا، قالت: تنحر ناقتك، وأحتال لك في شراب وطيب، فخرج إلى الأعشى وأخذ بزمام راحلته وقد استبق إليه الناس فقال: من هذا الذي غلبنا على زمام ناقتنا؟ فقال المحلّق، فقال الأعشى لقائده: خل عنه، وقاده المحلّق إلى منزله فاشتوى له من كبد الناقة وسنامها واحضروا الشراب فسقاه وأطعمه حتى سكر، فلما نام جعل بنات المحلّق يغمزنه ويخدمنه، فقال: من هؤلاء؟ فقال: بنات أخيك وهن تسع، فلما أصبح الأعشى احتمل ولم يقل له شيئا، فلما اجتمع الناس بعكاظ أقبل ينشد قصيدته التي منها هذا البيت، أوّلها:

  أرقت وما هذا السّهاد المؤرّق ... وما بي من سقم وما بي معشق


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) سورة المؤمنون: الآية ٩٩.

(٣) سورة الأحزاب: الآية ٥٦.

(٤) ترجمته وأخباره في: الأغاني ٩/ ١٣٣ - ١٣٤، وفيه اسمه «عبد العزّى» العقد الفريد، طبعة لجنة التأليف ٥: ٣٢٩ والجواليقي، في شرح أدب الكاتب ٢٩٨ وفيه: «اسمه عبد العزيز» والكامل للمبرد، في رغبة الآمل ١: ٢٤ ثم ٦: ٢٢٨ والتاج ٦: ٣٢٢ واللسان: مادة «حلق»، الاعلام ط ٤/ ٥ / ٢٩١ - ٢٩٢.