[63] السيد أبو عبد الله، الحسين بن المطهر بن
  ومنها:
  نفى الذم عن آل المحلّق جفنه ... كجابية الشيخ العراقيّ تفهق
  لعمري لقد أعشت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرّق
  تشبّ لمغرورين يصطليانها ... وبات على النار النّدى والمحلّق
  فإن عتاق العيس سوف تزوركم ... ثناء على أعجازهن معلّق
  فما أتمّ القصيدة إلّا والناس يتسلّلون إلى المحلّق، ولم تمسّ له بنت إلّا في عصمة رجل شريف(١).
  فالمحلّق أحد من رفعه الشعر.
  والجابية: الجفنة العظيمة وهي الحوض.
  قيل: أراد بالشيخ العراقي كسرى، واليفاع: الجبل المرتفع.
  وذكر أبو الفرج: إن بعض ندماء كسرى أنشده أول قصيدة الأعشى هذه فأمر فترجمت له فقال: إن سهر لغير عشق ولا سقم فهو لصّ، وفيه دلالة أنه إذا قيل فلان دخل المضاف إليه.
  وأورد السيد أحمد الجرموزي لعمّه المذكور أيضا:
  صاح ذا البلبل في الدوح هدر ... فطمى الدمع بخدّي وانهمر
  ما احيلى نغمة الطير على ... غصن نظرته تجلي البصر
  أو رياض جادها وبل الحيا ... وسمى في كل حين وانهمر
  تشكر الأرض لنا جود السما ... لم يكن يزداد إلّا من شكر
  دبج الأرض بأنوار الربى ... فتحلّى كل دوح بالزهر
  هب يا صاح لنأتي روضة ... حارت الألباب فيها والفكر
  كم غصون هزّها ريح الصبا ... وورود نفحها الأذكى انتشر
  كقدود حفّفت من مرج ... وخدود قد تلظّت بالخفر
  وقلوب شفّها الشوق فما ... ترك الوجد بها غير الأثر
  خافقات من غرام مثلما ... خفق الريح بأوراق الشجر
(١) الأغاني ٩/ ١٣٤ - ١٣٧.