نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[65] الفقيه، الحسين بن علي الصنعاني الشهير

صفحة 72 - الجزء 2

  عنه وعن دالية نفسه أيهما أنفع للصادي، لقال يا فرسان القريض هي رامة فخذوا يمين الوادي، فإنه مني أشعر ولجلب القلوب أسحر، ملك عنان الأدب لأنه الحسين، وهو أجمل الفضل فأنبه المتنبي بحسن الشعر فما ظنّك بأبيه منبع العين، وهو ممن ثنى الأعين بأدبه إلى اليمن تلك الأعوام، وأقام بعلم معالم الأفق من الكواكب الأعلام.

  وكان ظريفا، أسمر اللون، ضخما في سكينة ووقار، وأما ذكاه فيشتعل ولا لهب النار، وكان فيه غفلة أحيانا، وله في النجوم السمر يد بيضاء.

  أخبرني الفقيه علي بن مطير الخيّاط وقد عاصره: أنه صعد حيدر أغا - الآتي ذكره بعده⁣(⁣١) - إلى جبل ذي مرمر صحبه السيد الإمام المهدي أحمد بن الحسن قل خلافته فقال حيدر بديها:

  أحمد من أوصلنا إلى هذا المحل⁣(⁣٢)

  فقال الوادي:

  وأطلع الوادي إلى رأس الجبل

  فأجاد إلى غاية وأجاد جائزتهما كعادته.

  وشعر الوادي سائل الخير إلى الغاية فمنه:

  في شجو عيني أنباء على شجني ... وحال ذي الحب لا يخفى على الفطن

  فإن نكرت غرامي فيك متّهما ... هوى سواك فخذ في البحث وامتحن

  استخبر القلب ينبيك الحقوق به ... فربما وشت الأوطان بالسكن

  واستغن بالشاهد الذاتي ضناي إذا ... لم تغن من أدمعي بالعارض الهتن

  أما ترى كبدي السوداء تفرع من ... حمراء عيني في الصفراء من وجني

  ونار شوقي لا ينفكّ لاعجها ... يذكي بلعجة ذكرى سالف الزمن

  أيام كنت وصرف الدهر ممتنع ... عني ومقلته الحوصاء لم ترني

  وللسعادة حظ في قضا وطري ... لا تستزاد ولبث في قضا وطني

  أخلقت حيّة جسمي في هواك أسى ... وما منحت بها شيئا سوى المحن


(١) ترجمه المؤلف برقم ٦٦.

(٢) الأصح: «لذا المحل» حسب العروض.