نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[65] الفقيه، الحسين بن علي الصنعاني الشهير

صفحة 73 - الجزء 2

  وصنت حسنك صون الجسم ناظره ... ولم أقل عبث التبريح بي فصن

  وأنت من فزعات الوهم في حرم ... خلو ومن فزعات الوهم في جنن

  وما بطرفك من غنج ومن كحل ... للناظرين ومن سحر ومن وسن

  وما بوصلك للملحوظ من فرح ... وما بقطعك للمدحوض من حزن

  لو لم يكن أصل دائي فرع معرفتي ... إيّاك فالحسن والإحسان في قرن

  لساءني بك قول الغير من أسف ... يا ليت معرفتي إيّاك لم تكن

  الشعر متسق، والمعاني منتظمة، وأثر التمكن ظاهر، ولفظ الغير بإدخال لام التعريف ليس من لغة العرب، بل يستعمله من غلب عليه العجمة من علماء العجم كسعد الدين التفتازاني والقطب وغيرهما، ولفظ «ينبيك» بعد الأمر، كان الواجب الجزم، إلّا أنه قد جاد في الفعل المعتلّ المتصل بالضمير خاصة رفعه بعد الأمر قليلا، فيغفر له ذلك لإجادته الشعر.

  وللوادي أيضا في السيد أبي الحسين علي بن المؤيد باللّه أمير صنعاء:

  صاح قد جاوز الغرام نصابه ... فدع اللوم أو أموت صبابه

  إنّما يحسن المدام لصبّ ... بعد تجويز عاذليه انقلابه

  في سقيم الجفون والخصر مملو ... ح السجايا منهم كثير الدعابة

  لاح للعين وجهه في جعيد ... وبودّي لو حلّ عنه نقابه

  وأراني من النهار جبينا ... ومن الليل طرّة وذوابه

  وهبتني جفونه رقّة الجسم ... ورقراق دمعة سكّابه

  وسبتني قلبي المشوق وروحي ... والنها الوهّابة النهابه

  وتجلّت بالإسوداد ولا تن ... كر حالي إذا حكتها كآبة

  وصفها بالسقام غير عجيب ... صادفت في عيونه أسبابه

  مثلما صادفت أكفّ جمال الدين ... بحرا منه ففاضت سحابه

  الحميد المجيد من لو بغى من ... زل كيوان موطنا لأصابه

  ملك ترتجي الملوك عطاه ... كما إنها تخاف عقابه

  لا تحاكي البحور إلّا يديه ... ويضاهي الجمان إلّا خطابه

  بين شمس الضحى وطلعته ما ... بين كفّيه والحيا من قرابه

  سيّد ذكر فضله قربات ... فاضلات لدى الإله مثابه

  إن تلوت اسمه على الفقر أقصا ... هـ وأخلى مكانه وأطابه