[65] الفقيه، الحسين بن علي الصنعاني الشهير
  وإذا ما تلوته لسقيم ... كان في برئه سريع الإجابة
  سرح الفكر في رياض مغانيه ... ووفّاه في المديح حسابه
  وضع اللفظ من نضار على را ... س معاليه قبلة وعصابه
  وابن بيت الثناء فيه على الضمّ ... ة وافتح لجبر كسرك بابه
  ضيغم يبتدي الأمور برأي ... تستعير النجوم منه الإصابة
  وبيأس أستغفر اللّه لو مرّ ... بقلب من الحديد أذابه
  ليس عيب فيه سوى أنه في ... ما خلى الوحي بالنبيّ مشابه
  إن ترد تصدق المقال فقل في ... هـ وإن شئت المجد فاقصد جنابه
  كم له من قضية تدع الناس ... سكارى محبّة أو مهابه
  إن أشبهه بالبجور نوالا ... وبشمس الضحى سنا ونجابه
  وببدر السما جمالا وبالأن ... جم رأيا وبالأسود غلابه
  لا مني فضله وعدّني بالناس ... بزعمي في الفرقة الكذّابه
  عد عن حلم أحنف وندى الطا ... ئي ومن فيهما أطال كذابه
  واطرح قول من يرى قدم أمر ... واجعل الصمت من هوان جوابه
  واعد ما يقال عن مدحهم فيه ... تجده واللّه يهديك دابه
  يا جمال الهدى إليك مقالا ... يحقر الدرّ أن ينوب منابه
  فضله في القريض فضلك في الناس ... فمن شاء أن يعيبك عابه
  كان بين العصر والفجر تشبيب ... ومدحا كما ترى وكتابه
  لا أريد الجزا عليه واقبله مني ... بغير الدعا عليه إثابه
  فتفضّل عليّ واقبله مني ... مضنيا مرسلا عليه حجابه
  وابق واسلم على الليالي لودّي ... فيك صدق وللدعاء إجابه
  قلت: ما هذا إلّا روض نادي، وما هذه إلّا رامة، فقل للشعراء قد غلبتم فخذوا يمين الوادي، ولعمري لمن مدح بهذا الشعر فإنه فاته ما فاته لرابح، وإن شاعرا سبكه بل رصّعه نجوما في سماء الفصاحة يتصرّف بالشعراء ويحول بقناة السماك الرامح، وهذه من خرائد بنات الأفكار المحجّبات اللواتي شمسن فقلما تراهن بكفو مغرسات، وإني لأغبط قائلها ومن قيلت فيه، وما ثوابه بالغ، ولو حشيت دراري الأثير في فيه.