[66] الأمير أبو محمد، حيدر أغا بن محمد
  معان من الرقة تسيل، وألفاظ منها النسيم عليل، وأصله من الأجناد الروميّة الذين لم يعودوا مع من عاد منهم لما غلبهم الإمام المنصور وولده الإمام المؤيد، ومعنى الأنما بالرومية نقيب العسكر، وكان من فرسان الروم.
  وأخبرني شيخنا شرف الدين الحسن بن الحسين بن المنصور باللّه ¦، إنه كان يراه بمدينة ذماء، وقال: كان أسمر يلبس زي الجند، كثير الفكرة والوحدة، عليه سكينة ووقار، وكان ظريفا، وكانت له يد في الموسيقى وضرب العود لنفسه، وشعره العربي قليل لقلّة حفظه وتدوينه، فمنه في اختصار بيتي إبراهيم الغزي الشاعر المشهور في المدح:
  شعرك لا تضعه ... ولا ترى متغزلا
  أتقول قافية وقد ... خلت الديار فلا ولا
  وبيتا أبي إسحاق الغزي(١) هما:
  قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة ... باب الدعاوى والبواعث مغلق
  خلت الديار فلا كريم يرتجى ... منه النوال ولا مليح يعشق
  ولهما ثالث.
  وما أظرف قول أحد شعراء الريحانة:
  يقولون لي أرخصت شعرك في الورى ... فقلت لهم من عدم أهل المكارم
  أجزت على شعري الشعير وإنه ... كثير إذا حصلته من بهائم(٢)
  صدق واللّه، فإني أنا أجزت على شعري الشعير، فتمثلت وتأسّيت بقوله وحاله ¦.
  سمعت بعض الناس يحكي هذه الأيام: إن الفقيه سعيد السمحي الشاعر - الآتي ذكره(٣) - مدح الخزان بقصر صفا وهو السيد عبد اللّه الحلي فأمر له بثلاثة أرطال من شعير عن قصيدة. ولهذا تفرّس السرّاج الورّاق ¦ فقال:
(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.
(٢) لم أعثر عليه في ريحانة الألبا.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٨٢.