نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[66] الأمير أبو محمد، حيدر أغا بن محمد

صفحة 82 - الجزء 2

  رشأ ما أهوى سواه دائم زماني ... ولا قلبي لغيره عاد يعشق

  غرامي فيه مشروح ... وقلبي منه مجروح

  وذكره ينعش الروح ... فاهى لو تساعدني الأماني

  ويصبح كلّما أمّلت فيه حق ... فالوى من على جيده يماني

  وأرشف من لماه صافي معتّق

  * * *

  وأروى للرشا باهي المحيّا ... باني من غرامه صوت ذاهل

  أبات مالي نديم إلا الثريّا ... أهيم جنح الظلام بين المنازل

  أموت إن غاب عني ثم أحيى ... إذا أبصرته يميس بين الغلايل

  وحسنه لو يعاني ما أعاني ... رثى لي من هوى القلب المحرّق

  أنا مفتون بحبّه ... وكم اشتاق قربه

  وشملي يجتمع به ... وكم قد بيننا حاسد وشاني

  أراد أن اجتماع الشمل يفرق ... فما صدقتم فيمن سباني

  ولا هو في الذي يهواه صدّق

  * * *

  واستعمال المحسنّات في الموشح من خصائص حيدر، وأما «ولولا سيف عينيه اليماني» فهو من قول جمال الدين بن نباتة في المزدوجة التي مدح بها المؤيد صاحب حماه منها:

  لولا حذار القوس في يديه ... لغنت الورقا على عطفيه

  ولقد أجاد فيه، ثم أن الشيخ إبراهيم بن صالح الهندي أغار على هذه المزدوجة فأرملها وأخذ أكثر ألفاظها ومعانيها، واستعملها في مزدوجة له فاخر فيها بين البندق الرومي والسيف، وكلما يحسن فيه الشيخ إبراهيم المذكور مأخوذ من شعر غيره، وما أراه إلّا عرف افهام القوم وحفظهم للشعر فمدّ رجليه ويديه واستراح، وإلّا لم يكن عاجزا، إلّا أن الشعر باليمن لم يكن له سوق إلّا بأيام الدعاة الإسماعيلية آل زريع وآل سبا، فإنهم كانوا ملوكا شعراء فتعدّوه ونقدوا فيه، وأما أئمتنا الزيدية فليس لهم به كثير عناية، اللّهم إلّا الإمام المنصور باللّه