[66] الأمير أبو محمد، حيدر أغا بن محمد
  وحيدر ممن رزق السعادة في الموشّح الرقيق الغضيض، ولم يترنّم الشادي بغير قوله فيه برغم أنف معبد والعريض، فمن موشحاته التي تقوم للحن بالحجة، وتشبح في الأنس ابن جنّي إذا فاخرها بعربيّته شجه:
  شقيق البدر برّاق الجمان ... كحيل المقلة الظبي الممنطق
  خطر يسحب ذيول التيه عاني ... وماء الحسن في خدّه ترقرق
  مهفهف ليس له في الحسن ثاني ... وهو للنيّرين ثالث محقّق
  خطابه إن نطق فاق المثاني ... وأنسى بالذي يرخى ويخرق
  سباني منه يا إخواني ... ورش في غنج فتان
  مع تفتير الأعيان ... وقدّه في تعطافه أراني
  قضيب البان إلا أنه أرشق ... ولولا سيف عينيه اليماني
  حما قده سجع فيه المطوّق
  * * *
  ملق حالي الدلال حلو المراشف ... حكى بدر السماء بهجة ورفعه
  مهلا احومه للروح خاطف ... وله يا ناس في التفتير صنعه
  غرامه قد ترك لي دمع واكف ... يسيل في الخد دمعة بعد دمعه
  ملك روحي فذا حسنه سباني ... وشنف كأس حبه لي وأدهق
  نهب روحي بجهله ... قبال الناس مثله
  فما عاديتا(١) أقول له ... ولما خاف في العشق جناني
  وأيقن إنني في الحب سأزعق ... أمر عينيه ترسل قصد عاني
  سلاسل من عذاره لي وأوثق
  * * *
  ممنّع قلدوه الحسن تقليد ... رشيق بالملاحة قد تفرّد
  بديع الحسن في خديّه توريد ... فما أحلى الورد في الخدّ المعسجد
  تعال يا عاذلي فيه ياعى صد(٢) ... وعوّذ طلعته واذكر محمد
(١) كذا في الأصل.
(٢) كذا في الأصل.