[67] أبو سليمان، داود بن سلم التيمي، مولى
  جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس وهو أمير المدينة وكان بينه وبين الحسن تباعد شديد، وشعره في جعفر هو:
  وكنّا حديثا قبل تأمير جعفر ... وكان المنى في جعفر أن يؤمّرا
  حوى المنبرين الطاهرين كليهما ... إذا ما خطا عن منبر أمّ منبرا
  كأن بني حوّاء صفّوا أمامه ... فخيّر في أحسابهم فتخيّرا؟
  فأعطاه ألف دينار، ثم دخل على الحسن وأراد أن ينشده فقال له: أنت القائل: «وكنا حديثا قبل تأمير جعفر»؟ فقال: جعلني اللّه فداك وكنتم خيرة اختياره، وأنا الذي أقول:
  لعمري لئن عاقبت أوجدت منعما ... بعفو عن الجاني وإن كان معذرا
  لأنت بما قدّمت أولى بمدحة ... وأكرم فرعا إن فخرت وعنصرا
  هو الغرّة الزّهراء من فرع هاشم ... ويدعو عليّا ذا المعالي وجعفرا
  وزيد النّدى والسّبط سبط محمد ... وعمّك بالطّفّ الزّكيّ المطهّرا(١)
  وما نال من ذا جعفر غير مجلس ... إذا ما نفاه العزل عنه تأخّرا
  بحقّكم نالوا ذراها فأصبحوا ... يرون به عزا عليكم ومفخرا
  فعاد الحسن لعادته في صلته(٢).
  والخافقين: ضيعة كانت له.
  وأورد له أبو الفرج أيضا:
  وما ذرّ قرن الشمس إلا ذكرتها ... وأذكرها في وقت كلّ غروب(٣)
= كان من الأشراف النابهين، شيخ بني هاشم في زمانه. استعمله المنصور على المدينة خمس سنين. ثم عزله. وخافه على نفسه فحبسه ببغداد. فلما ولي المهدي أخرجه، واستبقاه معه. مولده في المدينة سنة ٨٣ هـ ووفاته بالحاجر (على خمسة أميال منها) سنة ١٦٨ هـ في طريقه إلى الحج مع المهدي.
ترجمته في: تهذيب التهذيب ٢: ٣٧٩ وميزان الاعتدال ١: ٢٢٨ وذيل المذيل ١٠٦ وتاريخ بغداد ٧: ٣٠٩ ودول الإسلام للذهبي ومرآة الجنان ١: ٣٥٥ وورد اسم أبيه فيه «يزيد» الاعلام ط ٤/ ٢ / ١٩١.
(١) زيد الندى: يعني زيد بن علي بن الحسين الشهيد.
(٢) الأغاني ٦/ ٢٠ - ٢١.
(٣) ذر: طلع.