[68] الأمير، أبو الأغر، دبيس بن سيف الدولة
  هنيئا لكم ماء الفرات وطيبه ... إذا لم يكن لي في الفرات نصيب(١)
  فراجعه دبيس بقوله:
  ألا قل لبدران الذي حنّ نازعا ... إلى أرضه والحرّ ليس يخيب
  تمتّع بأيام السّرور فإنما ... عذار الأماني بالهموم يشيب
  وللّه في تلك الحوادث حكمة ... «وللأرض من كأس الكرام نصيب»(٢)
  وما أحسن استعارة العذار للأماني، وما ألطف قول الشيخ إبراهيم الهندي(٣) نزيل اليمن:
  بدت لام العذار فقال قوم ... تيّقن عزله وكفيت أمره
  فقلت عذاره خط جديد ... بدولته وورد الخدّ خمره
  وقول شهاب الدين بن أبي حجلة(٤) مضمّنا:
  يا صاح قد حضر الشراب ومنيتي ... وحظيت بعد الهجر بالإيناس
  وكسى العذار الخدّ حسنا فاسقني ... واجعل حديثك كلّه في الكاس
  قال أيضا: وقيل، إن بدران كان لقبه تاج الدولة، ولما قتل أبوه تغرّب عن بغداد ودخل الشام فأقام بها مدّة ثم توجّه إلى مصر فأقام بها حتى توفي سنة [ثلاثين وخمسمائة](٥) وأورد له العماد في الخريدة شعرا(٦).
  وكان الأمير دبيس في عسكر السلطان مسعود بن محمد بن ملك شاه وهم
(١) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٤.
(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٤.
(٣) مرّت ترجمته بهامش سابق.
(٤) هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يحيى التلمساني المعروف بابن أبي حجلة. ولد بتلمسان سنة ٧٢٥ هـ. كان عالما بفنون الأدب ناظما ناثرا. رحل إلى دمشق، ثم انتقل إلى القاهرة، فولي مشيخة الصوفية بصهريج منحك. سافر إلى حج بيت اللّه الحرام فلم يرجع. توفي سنة ٧٧٦ هـ.
من آثاره الكثيرة: الأدب الغض، وأطيب الطيب، ومنطق الطير، وديوان الصبابة، وغيرها.
ترجمته في: شذرات الذهب ٦/ ٢٤٠، النجوم الزاهرة ١١/ ١٣١، هدية العارفين ١/ ١١٣، الدرر الكامنة ١/ ٢٥٠، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٨٧.
(٥) في الأصل:(٥٣٥) وما بين المعقوفين من الوفيات ٢/ ٢٦٤.
(٦) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٤.