نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[68] الأمير، أبو الأغر، دبيس بن سيف الدولة

صفحة 96 - الجزء 2

  على باب مراغة ومعهم المسترشد باللّه العباسي، كان السلطان يعادي الخليفة لشهامته، ولكنه لم يجد أعوانا - كما قال الذهبي في دول الإسلام - فدسّ السلطان جماعة من الباطنية الحشيشية الذين أشرت إليهم في حرف الحاء، فهجموا خيمة المسترشد وقتلوه يوم الخميس ٢٨ وقيل ٢٤ من ذي القعدة سنة ٥٢٩، فاستشفع السلطان أن ينسب إليه قتل الخليفة، وأراد أن ينسب إلى دبيس فتركه إلى أن جاء للخدمة وجلس في الخيمة وأرسل بعض مماليكه، فجاء من ورائه وضرب رأسه بالسيف فأبانه فمات شهيدا ¦، وأظهر السلطان إنما فعل ذلك آخذا بثار الإمام المسترشد لأنه بزعمه قتله، وكان قتله بعد قتل الإمام بشهر⁣(⁣١).

  وقال المأموني: قتل في رابع عشر ذي الحجة وكان قد أحسّ بتغيّر السلطان عليه، وأراد المسير مرارا فكانت المنيّة تثبّطه⁣(⁣٢).

  قال أيضا: وذكر ابن الأزرق⁣(⁣٣) في تأريخه: إنه قتل على باب تبريز وحمل قتيلا إلى ماردين إلى زوجته كهار خاتون بنت نجم الدين الغازي فدفنته عند والدها بالمشهد، ثم تزوّج السلطان مسعود ابنة الأمير دبيس وأمها زبيدة بنت الوزير الجليل نظام الملك صاحب نظامية بغداد، المدرسة المشهورة⁣(⁣٤).

  والناشري، بالنون فالألف فالشين المعجمة المكسورة فالراء فياء النسبة:

  إلى ناشرة بن نصر، بطن من بني أسد بن خزيمة.

  والمراغة، بفتح الميم والراء والغين المعجمة ثم تاء التأنيث: مدينة مشهورة من عمل أذربيجان، وتبريز أشهر مدنها أيضا.

  وكان دبيس وقومه إمامية، وسيأتي بيان الحلّة إن شاء اللّه.


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥.

(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٥.

(٣) هو عبد اللّه بن محمد بن عبد الوارث، أبو الفضل ابن الأزرق، له كتاب في تأريخ بلده ميافارقين.

(٤) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٥.