[69] أبو المعالي، درويش بن محمد الطالوي
  ووقفت بالزّوراء وق ... فة زائر أوفى مزور
  وحملت للكرخ التّحيّ ... ة من أخي شجن أسير(١)
  ونزلت من نهر الأبلّ ... ة والصّراة على شفير(٢)
  وأقمت في شطّ الفرا ... ت بملتقى العذب النّمير
  وسمعت هينمة الرّيا ... ض وصوت جاسية الخرير
  وجذبت في تلك الحدا ... ئق طوق ساجعة الهدير
  حفّت بسرو كالقيا ... ن تلفّعت خضر الحرير
  وثنيت عطفك والصّبا ... ح يكاد يؤذن بالسّفور
  ولثمت خدّ الروض في ... هـ نبات ريحان طرير
  وأتيت بابل فاصطبح ... ت بمثل مصباح منير
  ومنها:
  يغنيك متهمة ومن ... جدة سناها عن خفير
  والصبح يخطر في الدجى ... كالوحي يخطر في الضمير
  والنّسر فيه واقع ... خوف الصباح لدى الوكور
  وكواكب الجوزاء مم ... سكة الأعنّة عن مسير
  خافت سهيلا فانتضت ... سيفا من الشّعرى العبور
  والنجم يهوى للغرو ... ب كأنه كفّ المشير(٣)
  وهذه طريقة لطيفة، وكيف لا والنسيم حامل رسائلها، والمتخطّر غليلا في غلائلها، وكان سبب القصيدة اليائية، أنه مرّ ببلاد ابن معن رئيس الطائفة الدروزية
(١) الكرخ: من نهر الرفيل: يقول ياقوت: وقد أكثر الشعراء من ذكره، ولا أثر له يعرف البتة. ويقول صفي الدين البغدادي: وليس كذلك، بل أثر النهر القديم باق، وإنما استخرج له فم أعلى منه، وقد كان قديما يدخل في المحال في أنهار تتفرع منه فيدخل إلى الكرخ، والمحال التي في شرقي الصراة، ويدخل إلى مدينة المنصورة في غربي الصراة بعبارة أسفل من القنطرة، ولما خربت المحال لم يبق لها ولا لما كان يدخلها من الأنهار أثر، وبقي النهر مختصا بالمزارع، مراصد الاطلاع ١١٥٥.
(٢) الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة العظمى، في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة.
والصراة؛ نهران ببغداد، الصراة الكبرى والصراة الصغرى، ولياقوت في تحديدها قول خطأه فيه صفي الدين البغدادي. أنظر مراصد الاطلاع ١٨، ٨٣٦، وأنظر الهامش السابق.
(٣) كاملة في ديوان ريحانة الألبا ١/ ٦٦ - ٧٠.