[70] أبو علي، دعبل بن علي بن رزين بن سليمان
  وقال أبو الفرج فيه: شاعر متقدم مطبوع هجّاء، لم يسلم عليه أحد من الخلفاء والوزراء وغيرهم، وسلّمه اللّه من شرّهم(١).
  قلت: لعلّ ذلك ببركة الرضا.
  قال: وكان يقول: أنا أحمل خشبتي على عنقي منذ خمسين سنة ولا أجد من يصلبني عليها وكان متعصبا على نزار مادحا لليمن، وله قصائد ناقض فيها الكميت تعرف بالنقائض، وكان يهجوه فقال فيه أبو سعيد المخزومي أو غيره:
  شككت أنا:
  وأعجب ما رأينا أو سمعنا ... هجاء قاله حيّ لميت
  وهذا دعبل كلف معنّى ... بتسطير الأهاجي في الكميت
  وما يهجو الكميت وقد طواه ... الردى إلّا ابن زانية بزيت
  وذكر الشيخ أبو جعفر الطبرسي في أعلام الورى عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل الخزاعي على علي بن موسى الرضا # بمرو، وقال له: يا بن رسول اللّه إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة، وآليت على نفسي ألّا أنشدها أحدا قبلك، وأحبّ أن تسمعها مني. فقال الرضا: هات، فأنشده:
  ذكرت محل الربع من عرفات ... فأجريت دمع العين بالعبرات
  وفلّت عرى صبري وهاجت صبابتي ... رسوم ديار أصبحت قفرات
  مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات
  لآل رسول اللّه بالخيف من منى ... وبالبيت والتعريف والجمرات
  ديار عليّ والحسين وجعفر ... وحمزة والسجاد ذو الثفنات
  ديار لعبد اللّه والفضل تلوه(٢) ... نجيّ رسول اللّه في الخلوات
  منازل كانت للصلاة وللتقى ... وللصوم والتطهير والحسنات
  منازل جبريل الأمين يزورها ... من اللّه بالتسليم والرحمات
  منازل وحي اللّه معدن علمه ... سبيل رشاد واضح الطرقات
  قفا نسأل الدار التي خفّ أهلها ... متى عهدها بالصوم والصلوات
(١) الأغاني ٢٠/ ١٣١.
(٢) في هامش الأصل: «صنوه».