نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[70] أبو علي، دعبل بن علي بن رزين بن سليمان

صفحة 113 - الجزء 2

  لولا حوى من بيت لهيان ... ما قام أير العزب الفاني⁣(⁣١)

  له دواة في سراويله ... يليقها النازح والداني⁣(⁣٢)

  فشاعت وهرب حوي من البلد وافتضح الشيخ، وكان يسبّ دعبلا⁣(⁣٣).

  وقال دعبل: بينا أنا بباب الكرخ أتنّزه إذ مرّت بي جارية لم أر أحسن منها وجها ولا قدّا، فقلت متعرّضا لها:

  دموع عيني به انبساط ... ونوم جفني به انقباض⁣(⁣٤)

  فقالت مسرعة:

  وذا قليل لمن دهته ... بلحظها الأعين المراض

  فما داخلني أحلى من كلامها، فمضيت أمامها وهي تتعثر إلى دار مسلم بن الوليد الأنصاري⁣(⁣٥)، فصادفت عنده عسرة فدفعت إليّ منديلا وقالت: اذهب فبعه وخذ لنا ما يصلحنا وعد، فمضيت مسرعا وعدت، فوجدت مسلما قد خلى بها في سرداب وذهبت، فلما أحسّ بي وثب إليّ وقال: عرّفك اللّه يا أبا علي ثواب ما عملت وجعله أحسن حسنة لك، فغاظني طنزه بي وقوله، وجعلت أفكر أي شيء أعمل له فقال لي: بحياتي يا أبا علي من الذي يقول:

  بت في درعها وبات رفيقي ... جنب القلب طاهر الأطراف


(١) في الأصل: «لو لي حق بي» وما صوّبناه من الديوان.

(٢) لاق الدواة: جعل لها ليقة، والليقة صوفة الدواة أو إذا بلت.

(٣) الأغاني ٢٠/ ١٥٠، معاهد التنصيص ٢٧١.

(٤) الأبيات مع القصة في: ابن عساكر ٥/ ٢٣٠، أعيان الشيعة ٣٠/ ٢٥٤، العقد الفريد ط لجنة التأليف ٦/ ٣٩٧.

(٥) هو صريع الغواني مسلم بن الوليد الأنصاري. من متقدمي شعراء الدولة العباسية. مولده ونشأته بالكوفة. جل مدائحه في يزيد بن مزيد وداود بن يزيد المهلبي والبرامكة. لقبه الرشيد بصريع الغواني، وكان يكره هذا اللقب. ولاه المأمون بريد جرجان، فلم يزل بها حتى مات سنة ٢٠٨ هـ. له ديوان شعر طبع بليدن سنة ١٨٧٥ م ثم طبع بمصر بدار المعارف.

ترجمته في: الأغاني ١٨/ ٣١٥، الشعر والشعراء / ٧١٢، دائرة الشعراء وجدي ٥/ ٤٦٩ - ٤٧٧، معاهد التنصيص ٢/ ١٠، طبقات الشعراء لابن المعتز / ٢٣٥، تاريخ بغداد ١٣/ ٩٦، معجم الشعراء / ٢٧٧، النجوم الزاهرة ٢/ ١٧٦، الموشح / ٤٤٤، مقدمة الديوان لسامي الدهان، أنوار الربيع ١ / هـ ٢٢٦.