[70] أبو علي، دعبل بن علي بن رزين بن سليمان
  لو تراه مكببا ... خلته عقد قنطره
  أو ترى الأير في استه ... خلت ساقا بمعصره(١)
  أخذت معي جرزا ودعوت الصبيان فأعطيتهم منه، وقلت: صيحوا يا أبا سعد قوصره، فصاحوا به فغلبته(٢).
  وقال أبو جعفر النحوي مؤدب آل طاهر، دخل دعبل على عبد اللّه بن طاهر وهو يتغدى فأنشده:
  جئت بلا حرمة ولا سبب ... إليك، إلّا بحرمة الأدب
  فاقض ديوني فإنني رجل ... غير ملحّ عليك في الطلب(٣)
  فانتعل عبد اللّه ودخل إلى الحرم ووجّه إليه بصرّة فيها ألف درهم وكتب معها:
  عاجلتنا فأتاك عاجل برّنا ... ولو انتظرت كثيره لم يقلل
  فخذ القليل وكن كأنك لم تسل ... ونكون نحن كأننا لم نفعل(٤)
  ومن شعره:
  إنما العيش في منادمة الإخوا ... ن لا في الجلوس عند الكعاب(٥)
  وسكر كأنها ألسن البرق ... إذا استصرخت متون السحاب
  أن تكونوا تركتم لذّة العيش ... حذار العقاب يوم العقاب
  فدعوني وما ألذّ وأهوى ... وارفعوا بي في صدر يوم الحساب(٦)
  ومن أشهر شعره في المطلب بن عبد اللّه الخزاعي(٧) أمير مصر:
(١) طبقات الشعراء لابن المعتز ١٤٠، الأغاني ٢٠/ ١٨٩، معاهد التنصيص ٢٧٥.
(٢) الأغاني ٢٠/ ١٩٩.
(٣) الأغاني ٢٠/ ١٩٩، تاريخ بغداد ٨/ ٣٨٤، أعيان الشيعة ٣٠/ ٢٩٣.
(٤) الأغاني ٢٠/ ١٩٩.
(٥) الكعاب: المرأة التي نهد ثديها.
(٦) الأغاني ٢٠/ ١٦٢ - ١٩٧، ديوانه ١٢٣.
(٧) المطلب بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي: وال. كان في مكة. وولي إمرة مصر للمأمون (سنة ١٩٨ هـ) فقدم إليها، والثورات قائمة، وأهلها فريقان: فريق من حزب الأمين وفريق من حزب المأمون. فقاسى الشدائد؛ وعزل بعد نيف وسبعة أشهر من ولايته، وأمر المأمون بالقبض عليه، =