نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[70] أبو علي، دعبل بن علي بن رزين بن سليمان

صفحة 116 - الجزء 2

  زمني بمطلب سقيت زمانا ... ما كنت إلّا روضة وجنانا

  كلّ الندى، إلّا نداك تكلّف ... لم أرض غيرك كائنا من كانا

  أصلحتني بالبرّ بل أفسدتني ... وتركتني أتسخّط الإحسانا⁣(⁣١)

  وهذا المعنى المليح قد مرّ مثله للبحتري، خاطب به علي بن محمد القمي واللّه أعلم أيهما السابق إليه، إلّا أن دعبلا مات قبل البحتري، ثم أن دعبلا هجى المطلب بعد ذلك وكان سبب موته أنه قصد مالك بن طوق التغلبي أمير الحويزة فلم يرض ثوابه فهجاه بقوله:

  إنّ ابن طوق وبني مالك⁣(⁣٢) ... لو قتلوا أو جرحوا قسره⁣(⁣٣)

  لم يأخذوا من ديّة درهما ... يوما، ولا من إرشهم بعره⁣(⁣٤)

  دماؤهم ليس لها طالب ... مطلولة مثل دم العذره

  وجوههم سود، وأجسامهم ... بيض، وفي آذانهم صفره⁣(⁣٥)

  ثم هرب إلى الأهواز فبعث مالك رجلا إلى هنالك فاغتاله، بأن ضرب قدمه بزجّ عكاز مسموم بعد العتمة فمات من الغد بالسوس.

  وكانت ولادته سنة ثمان وأربعين ومائة.

  وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين، ¦.


= فحبس مدة. وثار أهل مصر في أيام خلفه (العباس بن موسى) فأطلقوا المطلب وأعادوه إلى الإمارة في أوائل سنة ١٩٩ فأحسن السياسة، وأقره المأمون إلى سنة ٢٠٠ وعزله، فأوقد الفتنة، فلم يفلح، فخرج هاربا إلى مكة توفي بعد سنة ٢٠٠ هـ.

ترجمته في:

النجوم الزاهرة ٢: ١٥٧ و ١٦٢ والمقريزي ١: ١٧٢ - ١٧٣ والولاة والقضاة ١٥٢ و ١٥٤، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٢٥٢.

(١) الأغاني ٢٠/ ١٧٨، روضات الجنات، مرآة الجنان ٢/ ١٤٦، وفيات الأعيان ١/ ١٧٩، لسان الميزان ٢/ ٤٣١، أعيان الشيعة ٣/ ٣٣٩.

(٢) في الأغاني: «بني تغلب».

(٣) القسر: القوّة.

(٤) الأرش؛ ديّة الجراحات.

(٥) الأغاني ٢٠/ ١٩٨، معاهد التنصيص ٢٧٦، المنتحل ١٣٩، أعيان الشيعة ٣٠/ ٣٤٣، ديوانه ١٥٩.