[1] أبو العباس، إبراهيم بن العباس
  وكان شيعيا يستعمل التقيّة في أيام المتوكل ويعدّ من شعراء أبي الحسن الرضا # وله فيه أمداح أشهرها حين عهد له المأمون بالخلافة، وله قصيدة رثى فيها أبا عبد اللّه الحسين # وأنشدها بين يدي الرضا #، ولم يذكر الأصفهاني إلّا مطلعها وهو:
  أزالت عزاء القلب بعد التجلّد ... مصارع أبناء النبيّ محمد
  فأجازه عنها الرضا # بعشرة آلاف درهم مما ضربت باسمه(١).
  وقال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي(٢)، المحدث الشيعي في عيون أخبار الرضا التي صنفها للصاحب: حدثنا الحسين بن إبراهيم الباقطاني(٣) قال: كان إبراهيم بن العباس صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب المعروف بالزمن فنسخ له شعره في الرضا # وقت منصرفه عن خراسان، وفيه شيء بخطه، فكانت النسخة عنده إلى أن ولي إبراهيم ديوان الضياع للمتوكل، وكان قد تباعد ما بينه وبين إبراهيم فعزله إبراهيم عن ضياع كانت بيده، وطالبه بمال وشدّد عليه، فدعا إسحاق بعض من يثق به وقال له: إمض إلى إبراهيم فأعلمه أن شعره في الرضا كله عندي بخطه وغير خطه، فإن لم يترك المطالبة عني لأوصلنه إلى المتوكل، فعاد الرجل إلى إبراهيم برسالته، فضاقت به الدنيا حتى أسقط عنه المطالبة، وأحرق إسحاق كل ما عنده من شعر بعد أن حلف كل منهما لصاحبه.
(١) الأغاني ١٠/ ٦٣، انظر عيون أخبار الرضا ٢/ ١٤٢.
(٢) محمد بن علي بن الحسين بن موسى بابويه القمي، ويعرف بالشيخ الصدوق: محدث إمامي كبير، لم ير في القميين مثله، ولد سنة ٣٠٦ هـ، ونزل بالري وارتفع شأنه في خراسان، وتوفي سنة ٣٨١ هـ ودفن في الري. له نحو ثلاثمائة مصنف، منها «الاعتقادات - ط» و «من لا يحضر» الفقيه - ط» وغيرهما.
ترجمته في:
روضات الجنات ٥٥٧ - ٥٦٠ والنجاشي ٢٧٦ وفهرست الطوسي ١٥٦ ودائرة المعارف الإسلامية ١: ٩٤ والذريعة ٢: ٢٢٦ و ٣١٥ ثم ٧: ١٦٢ ومعجم المطبوعات ٤٣ و Brock. S. ١: ٣٢١ ودار الكتب ٥: ٢٧٥، الأعلام ط ٤/ ٦ / ٢٧٤.
(٣) الباقطان: قرية بالعراق، والنسبة إليها باقطاني، وثم أيضا قرية يقال لها باقطينا، والنسبة إليها باقطيني.