[71] أبو المطاع، ذو القرنين بن ناصر الدولة
  لا تعجبوا من بلا غلالته ... قد زرّ أزراره على القمر
  مع أنه قصّر في الاختلاس، والرضي حلّق، فإنه لم يذكر في البيت الأصل، الكتان التي اختص القمر بإبلائه. وفي رواية قليلة قد زر كتانها وهو أولى إن كان لا بد من الأخذ وتأثير العلويات في كثير من السفليات مما يؤيده ارتباطها بحكمة الحكيم المبدع، وقد مرّ في أول الكتاب شيء من هجاء ابن سناء الملك للشمس تبعا لابن الرومي في هجاء القمر وفيها زيادة أوردها هاهنا ففيها دليل على خفّة عقله حيث تكلّف معايب لمادة حياة العالم، وأما ابن الرومي فمذهبه في ذلك معروف وهي:
  لا كانت الشمس فكم أصدأت ... صفحة خدّ كالحسام الصقيل
  وكم وكم صدت بوادي الكرى ... طيف خيال جاءني من خليل
  وأعدمتني من نجوم الدجى ... ومنه روضا بين ظل ظليل
  تكذب في الوعد وبرهانه ... إن لعاب الفقر منها يسيل
  وتحسب النهر حساما فتر ... تاع وتحكي فيه قلب الذليل
  إن صدى الطرف فما مقله ... إلّا التجلّي بمحيّا جميل
  وهي إذا أبصرها مبصر ... حديد طوق عاد منها كليل
  يا علّة المهموم، يل جلدة ال ... مهوم، يا زفرة صبّ نحيل
  يا قرحة المشرق وقت الضحى ... وسلحة المغرب وقت الأصيل
  أنت عجوز لم تبرجت لي ... وقد بدا منك لعاب يسيل
  أنت وبالشيطان مقرونة ... فكيف تهدينا سواء السبيل
  والظاهر أنه شيطانها الشرى، طالت قرونها لنطحها بالذم.
  * * *
  رجع، ولذي القرنين:
  خذوا بدمي ذاك الغزال فإنّه ... رماني بسهمي مقلتيه على عمد
  ولا تقتلوه إنني أنا عبده ... وفي مذهبي لا يقتل الحرّ بالعبد(١)
(١) أعيان الشيعة ٣١/ ٧٣، يتيمة الدهر ١/ ١٠٥، وفيه: أنها لبعض بني حمدان، ديوانه - المستدرك / القطعة ٢.