[71] أبو المطاع، ذو القرنين بن ناصر الدولة
  وما أظنهّما طال اعتناقهما ... إلا لما لقيا من شدّة الشّغف(١)
  وله أيضا:
  أفدي الذي زرته بالسيف مشتملا ... ولحظ عينيه أمضي من مضاربه
  فما خلعت نجادي في العناق له ... حتّى لبست نجادا من ذوائبه(٢)
  وهذا معنى يهزّ الأعطاف ولا يدع معنى للسلاف.
  وله في غادة تبلى معاجزها بسرعة:
  أرى الثياب من الكتّان يلمحها ... ضوء من البدر أحيانا فيبليها
  فكيف تنكر أن تبلى غلائلها ... والبدر في كل حين طالع فيها(٣)
  قلت: المعنى مليح، وهو ادعى الشيء ببرهان، وأخذه هو والشريف أبو الحسن بن طباطبا - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٤) - من قول الشريف الرضي من قصيدة أوّلها:
  أسقني فاليوم نشوان ......
  ومنها:
  كيف لا تبلى غلائله ... وهو بدر وهي كتّان
  وأهل البيان يوردون قول ابن طباطبا مستحسنين له ذاهلين عن قول الرضي وهو:
(١) يتيمة الدهر ١/ ٩١ - ٩٢، وفيات الأعيان ٢/ ٢٧٩، أنوار الربيع ٤/ ٨٦، شذرات الذهب ٣/ ٣٣٨، المنتحل للثعالبي ٥٠، مرآة الجنان ٣/ ٥١، ١٠٧، الوافي بالوفيات ٨/ ٥٩، أعيان الشيعة ٧/ ٣٣٧، ٣١/ ٧٠، المستطرف ٢/ ١٥٩، وقد نسبتها بعض المصادر إلى الشريف ابن طباطبا، ديوانه / قطعة ٤٢.
(٢) يتيمة الدهر ١/ ٩٢، وفيات الأعيان ٢/ ٢٧٩، تتمة اليتيمة ١/ ٣، خاص الخاص ١٤٤، الأعجاز والايجاز ٢١١، معجم الأدباء ٤/ ٢٠١، تاريخ ابن عساكر ٥/ ٢٥٩، الوافي بالوفيات ٨/ ٥٩، حماسة ابن الشجري ١٨٣، أعيان الشيعة ٧/ ٢١٧، معاهد التنصيص ٣/ ١٣٧، ديوانه / القطعة ١٢.
(٣) يتيمة الدهر ١/ ٩٢، وفيات الأعيان ٢/ ٢٨٠، تتمة اليتيمة ١/ ٤، الوافي بالوفيات ٨/ ٥٨، أعيان الشيعة ٧/ ٢١٧، ٣١/ ٧٠، معاهد التنصيص ٢/ ١٣٠، ديوانه / القطعة ٩.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٩.