نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[72] أبو الوفا، راجح بن إسماعيل بن أبي

صفحة 130 - الجزء 2

  فأمر الأشرف جاريته ست الفخر فغنّت على العود:

  ولما طغى فرعون عكا ببغيه ... وجاء إلى مصر ليفسد في الأرض

  أتى نحوهم موسى وفي كفّه العصى ... فأغرقهم في اليمّ بعضا على بعض

  فطرب الأشرف وقال لها: كرّري، فشقّ على الملك الكامل فأمرها فسكتت، وقال لجاريته: غنّ أنت، فخففت عودا وغنّت:

  أيا أهل دين الكفر قوموا لتنظروا ... إلى ما جرى في وقتنا وتجدّدا

  أعباد عيسى إن عيسى وقومه ... وموسى جميعا ينصرون محمدا

  فطرب الكامل واشتد سروره بها وأمر لها بخمسمائة دينار ولجارية أخيه الأشرف بمثلها، فنهض القاضي الأجل هبة اللّه بن محاسن قاضي غزة وكان في جملتهم، فأنشد:

  حبانا إله الخلق فتحا لنا بدا ... مبينا وأنعاما وعزّا مجددا

  تهلّل وجه الدهر بعد قطوبه ... وأصبح وجه الشرك والظلم أسودا

  فلما طغى البحر الخضم بأهله ... لطغاة وأضحى بالمراكب مزبدا

  أقام لهذا الدين مرسل عزمه ... صقيلا كما سلّ الحسام مجرّدا

  فلم تر إلّا كل شلو مجدّل ... ثوى منهم أو من تراه مقيّدا

  ونادى لسان الكون في الأرض رافعا ... عقيرته في الخافقين ومنشدا

  (أعباد عيسى إن عيسى وقومه ... وموسى جميعا ينصرون محمدا)

  ونسب الحافظ الذهبي في العبر البيتين الأخيرين من شعر القاضي، لشرف الدين راجح الحلي المذكور⁣(⁣١).

  قال المقريزي: وكان هذا المجلس بالمنصورة وهي من أعمال مصر. وأما أدب الجاريتين فأرقّ من خدّيهما، واسم الملك المعظم عيسى وكان ملك دمشق، وكان حنفيا فاضلا، والأشرف موسى وكان ملك خلاط والجزيرة، وهو ممدوح ابن النبيه.

  ومن المنسوب إلى الشرف راجح من الشعر:


(١) العبر ٥/ ٧٢.