[72] أبو الوفا، راجح بن إسماعيل بن أبي
  نبّه بحيّ هلا على الصّهباء ... من كان قد أغفى من النّدماء
  فالشرق قد قبض الدّجنّة باسطا ... للفجر طرّة راية حمراء
  والغرب منه طعينة أحشاؤه ... بأسنّة من أنجم الجوزاء
  فانهض إلى خلس الصبوح فقد جلا ... ورد الصباح بنفسج الظلماء
  والترب مصقول الترائب نشره ... متأرّج يثني على الأنواء
  والأرض ذات خمائل تمشي الصبا ... فيها فتثنيها من الخيلاء
  رقصت قدود الدوح نصب عيونها ... وبكت جفون الديمة الوطفاء
  واعتلّ خفاق النسيم وقد جرى ... متعسّرا بمساقط الأنداء
  فكأن عين الشمس قبل ذرور(١) ... فيه تتيه بمقلة رمداء
  والورد يقطر ماؤه من حوله ... والجوّ لابس حلّة دكناء
  وغصونها نشوى رضاع غمامة ... وسماع شدو حمامة ورقاء
  فانهض إلى فرص النعيم وخل عن ... أمر النديم بمطلق الأسراء
  واغنم على وجه الربيع وحسنه ... في سدر يومك بهجة الصهباء
  واستعجل الساقي الأغنّ يديرها ... في مستنير الروضة الغناء(٢)
  وفيها زيادة، وليست من جيّد الشعر، لكن الذي يعجبني من الأوصاف وقافية الهمزة قول المعتمد على اللّه صاحب أشبيلية:
  ولقد شربت الراح يصدع نورها ... والليل قد مدّ الظلام رداءا
  حتى تبدّى البدر في جوزائه ... ملك تناهى بهجة وبهاءا
  لمّا أراد تنزها في غربة ... جعل المظلّة فوقه الجوزاءا
  وتناهضت زهر النجوم يحفه ... لألاؤها فاستكمل اللألاءا
  وترى الكواكب كالمواكب حوله ... رفعت ثرياها عليه لواءا
  وحكيته في الأرض بين مواكب ... وكواعب جمعت سنا وسناءا
  إن نشرت تلك الغمام حنادسا ... ملأت لنا هذا الكؤس ضياءا
  وذكر ابن خلكان: إن الظاهر غازي بن صلاح الدين بن أيوب توفي بقلعة
(١) كذا في الأصل.
(٢) شعراء الحلة ط ٢/ ٢ / ٤٥١.