[72] أبو الوفا، راجح بن إسماعيل بن أبي
  حلب ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة [ثلاث عشرة وستمائة](١) ورثاه شاعره الحلي المذكور بقصيدة أحسن فيها ومنها:
  سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه ... بمن علقت أنيابه ومخالبه
  نشدتك عاتبه على ما أتى به ... وإن كان نائي السمع عمن يعاتبه
  لي اللّه كم أرمي بطرفي ضلالة ... إلى أفق مجد قد تهاوت كواكبه
  فما لي أرى الشّهباء قد حال صبحها ... عليّ دجى لا تستنير غياهبه
  أحقّا حمى الغازي الغياث بن يوسف ... أبيح وعادت خائبات مواكبه
  نعم كوّرت شمس المدائح وانطوت ... سماء العلا والنجح ضاقت مذاهبه
  فمن مخبري عن ذلك الطّود هل وهت ... قواعده أم لان للخطب جانبه
  أجل ضعضعت بعد الثّبات وزعزعت ... بريح المنايا العاصفات مناكبه
  وغيّض ذاك البحر من بعد ما طما ... وطمّت لجنّات البلاد غواربه
  فشلّت يمين الخطب أيّ مهنّد ... برغم العلا سلّت وفلّت مضاربه
  لئن حبس الغيث الغياثيّ قطره ... فقد سحبت في كل قطر سحائبه
  فكم من حمى صعب أباحت سيوفه ... ومن مستباح قد حمته كتائبه
  أرى اليوم دست الملك أصبح خاليا ... أما فيكم من مخبر أين صاحبه؟
  فمن سائلي عن سائل الدمع لم جرى؟ ... لعلّ فؤادي بالوجيب يجاوبه
  سقت قبرك الغرّ الغوادي وجاده ... من الغيث ساريه الملثّ وساربه
  فإن يك نور من شهابك قد خبا ... فيا طالما جلّى دجى الليل ثاقبه(٢)
  وهي طويلة، وأغار فيها على كثير من مرثية عمارة اليمني - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٣) - للصالح بن رزّيك(٤).
  عكّا، بفتح المهملة وتشديد الكاف ثم ألف: مدينة بساحل الشام، كثر الاستيلاء عليها في أيام الدولة الأيوبية.
  غزّة، بفتح العين المعجمة وتشديد الزاي ثم تاء التأنيث: من أمهات مدن
(١) في الأصل:(٣١٣) وما أثبتنا من وفيات الأعيان ٤/ ٧.
(٢) كاملة في وفيات الأعيان ٤/ ٧ - ٩.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٢٦.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٨٧.