[74] أبو المعالي ضياء الدين، زيد بن يحيى بن
  لؤلؤه جزعا، أو صردر لسمع في نفسه ما قيل في والده ووعا، أو لبيد لهام في البيد، أو ابن الأبرص رأى الفرق بين السادات وعيد، فما روضة بكى الغمام شوقا لها فضحكت، وعرفها عنبر النسيم فرقصت أغصانها طربا واهتزّت وربت، وغنت الورق على عيدانها سحرا، وصاغ الطل الأنامل أغصانها خواتم دررا، بأبهى من شعره النظيم، وعمده الخضر وإن صيّر قلب الخليل بفراقه كالحميم:
  وكنت كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتسطعا
  وكان من أذكياء العالم، فلو أدركه ابن الجوزي جعله لكتاب الأذكياء حسن الختام، أو صاحب الذخيرة عبس وتولى حسدا وإن كان ابن بسّام، وكان بيني وبينه بعد الأخوة النسبية والأدبية كما بين النسيم والأغصان، فلما فارقته واصلت لبنيه أعاصير الأحزان:
  حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفّر
  ولقد مات وما زاد على أن فرّق بين الأخوان.
  وكانت ولادته بمدينة صنعاء وقت الضحى من يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي الحجة سنة سبع وسبعين وألف.
  وولدت بعده بخمسة أشهر.
  وأمه ابنة عم أبيه نفيسة بنت السيد الخطير أمير صنعاء أبي الحسن علي بن المؤيد باللّه، فهو ذو الحسبين، فلذا بات بالشعر والهمّة، وهو الرضي.
  قال القاضي الأديب الحسن بن علي بن جابر الهبل | السابق في حرف الحاء يهنئ والدي بحدوثه:
  كنانة عزّ فوّقت للعدى نصلا ... وغاية مجد أطلعت للعلى شبلا(١)
  وأفق فخار أطلع البدر زاهرا ... ينير فيملا نوره الحزن والسّهلا
  وروضة فضل أنبتت غصن سؤدد ... علا فوق دوحات المكارم واستعلى(٢)
(١) الكنانة جعبة السّهام. وفوّق السّهم: جعل له فوقا، والفوق. مشقّ رأس السّهم حيث يقع الوتر.
(٢) الدوحة: الشجرة العظيمة.