[74] أبو المعالي ضياء الدين، زيد بن يحيى بن
  ونجم به ترمى حواسد مجده، ... ونجل لخير الرسل أكرم به نجلا(١)
  وفرع كمال أصله سيّد الورى ... فيا حبذا فرعا، ويا حبّذا أصلا
  وملك نضاه اللّه سيفا لدينه ... يقود إلى أعدائه الخيل والرّجلا(٢)
  يشتّت شمل الكافرين بعزّمه، ... ويجمع للدّين الحنيف به شملا(٣)
  ويهدم ربع الظلم بالبيض والقنا، ... ويوسع أهل الأرض من حكمه عدلا(٤)
  أرى اللّه منه الخلق باهر صنعه ... فصوّر للنّاس السّماحة والفضلا(٥)
  وأبرزه في حلبة المجد والعلى ... جوادا إذا صلّت فوارسها جلّى(٦)
  ليهن عماد الدّين منه مسوّد ... به جمع اللّه السّيادة والنّبلا(٧)
  غدا للمعالي قبلة في جبينها ... إذا كانت الأملاك في ساقها حجلا(٨)
  فلا زال فينا ما أقام «يلملم» ... يبين لنا - من نهجه الواضح - السّبلا(٩)
  وهي طويلة كقدره، ولا أقول كعمره، فإنه كزمن الورد.
  ونشأ بصنعاء فحفظ غيبا القرآن، وحيّر بذكائه قبل اشتعال يفاعه الأذهان، وكنت رفيقه في تعلم المثاني، ومن بحره انسجت لي بحر هذه المعاني، وبه انتفعت وبنهر أدبه انتفعت.
  وأخذ النحو عن شيخنا الإمام الحسن بن الحسين بن المنصور الصوفي المذكور في الحاء(١٠)، وعن القاضي الفاضل أحد الأذكياء الحسين بن عبد اللّه المسعودي الشبامي أيضا.
(١) النجل: الولد، والنسل.
(٢) الرجل: جمع راجل: من يمشي علي رجليه لا راكبا.
(٣) الشمل: «ضد» ما اجتمع من الأمر وما تفرق منه حسب السياق؛ يقال: شتت اللّه شملهم: أي ما اجتمع من أمرهم، و «جمع اللّه شملهم»، أي ما تشتت من أمرهم.
(٤) الربع: الموضع يرتبعون فيه، وارتبع بالمكان: أقام فيه زمن الربيع.
(٥) باهر صنعه: عجيب صنعه.
(٦) جلّى الفرس: سبق في الميدان، وصلّى: تلا السابق فالأول: المجلي؛ والذي يليه المصلّى.
(٧) عماد الدين: يدعى به من اسمه «يحيى» مثل صفي الدين، لأحمد و «فخر الدين» لعبد اللّه، و «وجيه الدين» لعبد الرحمن، الخ.
(٨) الحجل: الخلخال.
(٩) يلملم: جبل على مرحلتين من مكة. وهو ميقات أهل اليمن، والقصيدة في ديوان الهبل ٢٢٦ - ٢٢٨.
(١٠) ترجمه المؤلف برقم ٤٥.