[74] أبو المعالي ضياء الدين، زيد بن يحيى بن
  وصيّر الفاتك في درعه ... طوع جبان في رداه الرقيم
  أسير حجل قد سبى مطلقا ... حل به سجن الغرام الغريم
  بات سليما عن هواي الذي ... بتّ به في مثل ليل السليم
  من لي به محتجبا قد غدا ... تلقاء عيني وثوى بالصميم
  بالبيض والسمر حموه وقد ... كفت رناه والقوام القويم
  مبسمه قد عزّ عن لاثم ... فاعجب له كيف يعزّ اليتيم
  حكم الهوى صيّرني طوعه ... والحب قد يسلب لبّ الحليم
  يشبه عنه الوجه في شعره ... صبحا بهيّا وظلاما بهيم
  فاعجب لبدر دام في تمّه ... وصرت كالعرجون فيه القديم
  كم من رقيب وعذول لنا ... فيه وواش قد مشى بالنميم
  لم يقدر الكل على سلوتي ... ولم يبح سرّي لغير النسيم
  يحمل تسليمي إليه فإن ... ردّ سلاما عاد طيب الشميم
  وأنشدني من لفظه لنفسه في قهوة البنّ الشرسي(١):
  للّه قهوة قشر في الإناء بدت ... كالمسك في لونها المرموق والنفس
  أهدى لنا شرس منها لطافته ... فاعجب للطف حويناه من الشرسي(٢)
  وما أحسن قول محمد الرومي الشهير بماماي(٣) نزيل الخيال(٤)، أحد شعراء الريحانة في قهوة البنّ على لسانها:
  أنا المعشوقة السّمرا ... وأجلى في الفناجين
(١) الشرسي: نسبة إلى شرس بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وبالسين المهملة: وهو واد ببلاد حجة غربي صنعاء.
(٢) نشر العرف ١/ ٧٠٢.
(٣) وهو محمد بن أحمد الرومي المعروف بمامية (ماماي) الشاعر المشهور، أصله من الروم، وقدم إلى دمشق في حال صغره، وكان في أول أمره ينكرجيا، ثم عزل، واهتم بالأدب وقول الشعر، ثم توّلى الترجمة بمحكمة الصالحية، ثم بالكبرى وعزل منها، ثم تولى القسمة فأثرى، كان إليه المنتهى في الزجل والموال والموشحات، توفي سنة سبع وثمانين وتسعمائة.
ترجمته في: خبايا الزوايا، ديوان الاسلام - شذرات الذهب ٨/ ٤١٣، الكواكب السائرة ٣/ ٥٠، ريحانة الألبا ١/ ١٥٨ - ١٦٤.
(٤) في الريحانة: «ابن أخت الخيالي».