نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[74] أبو المعالي ضياء الدين، زيد بن يحيى بن

صفحة 153 - الجزء 2

  فكأنما عناه العزيز باللّه نزار⁣(⁣١) حيث قال:

  نحن بنو المصطفى أولوا محن ... أوّلنا مبتلى وآخرنا

  يفرح هذا الورى بعيدهم ... طرّا وأعيادنا مآتمنا⁣(⁣٢)

  وما بلغ عمره ثلاثين سنة.

  وقلت أرثيه:

  سقى ثراك غزير الدمع لا المطر ... يا وارد الخلد والأحشاء في السّعر

  راحوا بنعشك والأملاك تحمله ... لو كوشفوا لرأوا جبريل بالبصر

  وقطعت عقدها الجوزاء من أسف ... وعزّت الشهب أفق المجد في القمر

  رحلت عنّا على كره وليس لنا ... رجا الإياب كما يرجى أخو السّفر

  أبكيتنا بدموع كالعقيق جرت ... أو كالذي نظمت عيناك من درر⁣(⁣٣)

  لهفي لأحجار لحد فوقك انتظمت ... من بعض نظمك سلك الزهر والزهر

  دجى سروري وقد ودعتني عجلا ... وداع مرتحل ما لذّ بالعمر

  يا زيد بعدك وجه الأنس منكسف ... وكيف يسفر وجه عن حلاك عري

  تنشي رثاءك أشعاري ولؤلؤها ... مما بفضلك قد قلدته فكري

  بلّغت غاية ما تعلو الكرام به ... فخصصت عمرك الأيام بالقصر

  حليت جيد الليالي بالنظام حلا ... هذا وخدّك لم يلتف بالشعر


(١) نزار (العزيز باللّه) ابن معد (المعز لدين اللّه) ابن المنصور العبيدي الفاطمي، أبو منصور: صاحب مصر والمغرب. ولد في المهدية سنة ٢٤٤ هـ، وبويع بعد وفاة أبيه (سنة ٣٦٥ هـ) وكانت في أيامه فتن وقلاقل. وكان كريم الأخلاق، حليما، يكره سفك الدماء، مغرى بصيد السباع، أديبا، فاضلا. وفي زمنه بني قصر البحر وقصر الذهب وجامع القرافة، في القاهرة. وهو الذي اختط أساس الجامع فيها، مما يلي باب الفتوح، وبدأ بعمارته (سنة ٣٨٠) وخطب له بمكة. وطالت مدته، إلى أن خرج يريد غزو الروم، فلما كان في مدينة بلبيس أدركته الوفاة سنة ٣٨٦ هـ.

ترجمته في:

مورد اللطافة لابن تغري بردي ٤ - ٦ وفيات الأعيان ٥/ ٣٧١ - ٣٧٦، المنتظم ٧/ ١٩٠، الدرة المضيئة ١٧٤، وخطط المقريزي ١/ ٣٥٤، ٢: ٢٨٤ وبلغة الظرفاء ٧١، مرآة الجنان ٢/ ٤٣٠، العبر للذهبي ٣/ ٣٤، شذرات الذهب ٣/ ١٢١، ابن خلدون ٤: ٥١ وابن الأثير ٨: ٢٢٠ و ٩:

٤٠ الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٦.

(٢) وفيات الأعيان ٥/ ٣٧٢.

(٣) نشر العرف ١/ ٧٠٧.