[75] السيد العلامة ضياء الدين، أبو محمد، زيد
  وإياك والأخبار عما وراءه ... فأصدق أخبار العليل من السقم(١)
  أجاد وأجاد.
  وله في ثقيل:
  ومثقل لو حلّ عدنا لم يكن ... فيها السكون لمن سواه ممكّنا
  إن لم يكن في النار كان عذابها ... للساكنين بها يسيرا هيّنا
  أحسن في هذه المبالغة ما شاء.
  وله فيه أيضا:
  مثقل يدعونه ترترا ... من دونه في الثقل فاق المحيط
  لا يحمل الإنسان من ثقله ... شيئا ولو قلّ عليه السليط
  الترتر: عبارة عن دهن الخردل وهو السليط، وتعبّر به العامة عن العقل، لأنه سراج البدن.
  ولا يخفى حسن سنائه هنا، وشعاع توريته.
  وأما سجعه فيترك سجع المطوّق بغير جمال، وما هو إلّا السحر فلذا ينشط الفهم من عقال فمنه ما كتبه بخطّه في مسوّدة هذا المؤلف:
  سرّحت الطرف في رياض من هذا التأليف مغدقة، وتنزهت في زهور منه ذات أنواع معجبة مونقة، تقصر عنها قاصرات الطرف، ويحفّ بها اللطف من يمين وشمال وقدام وخلف، يأخذ بمجامع القلب، ويقع من ذي الفطرة السليمة موقع الوصل بعد الهجر من الصبّ، لا يصد عن الحكيم بأنها سحر إلّا أنها حلال، كما لا يمنع عن القول بأنها خمر إلّا ذلك، وخلّوها عن وصمة الاغتيال، يحير اللب ويميل الطبع المستقيم تمييل النسيم للقضب ما عناق الخرد الكعاب، ما عود شرخ الشباب، ما ارتشاف ريقه الثنايا العذاب، ما نسمة السحر، ما نغمة الوتر، ما نفحة العنبر، ما عرف المسك الأذفر، سمط اللآل لديه منفصم، وعقد ابن عبد ربه عنده غير منتظم، لو رآها الخفاجي لألغى ريحانته ذاوية، وعلم إنها عن طيب الرائحة خالية، أو بلغت الثعالبي لتيقّن أن اسم اليتيمة لكتابه لا يسوغ،
(١) نشر العرف ١/ ٦٩٧.