نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[75] السيد العلامة ضياء الدين، أبو محمد، زيد

صفحة 161 - الجزء 2

  ولرجع عن استحقاقها إياه عند بلوغ ذلك الكتاب، ولا غرو فلا يتمّ بعد بلوغ، أو القطب المكي لما دارت له رحاء أدب، ولخاطب برقة اليمني (لقد حكيت ولكن فاتك الشنب)، بل لا يستحي برقه أن يبدي ومضا، وعاد كليلا لا يحسن له نبضا، أو المتنبي لأرته آيات يوسف إن دعواه كاذبة، أو متنبي الغرب لاستبان إن نجوم آدابه غاربة، أو صاحب الخريدة لتيقّن أنه يستحق القصر، أو صاحب الذخيرة لقطع بها غير ذخر، أو الصفدي لما أطربته ألحان السواجع، أو ابن نباتة لكان إلى سجع المطوّق غير مصغ ولا سامع، أو العناياتي لما نفعته عنايته، أو صاحب نفخ الصور لقامت قيامته، أو سمع بمثله ابن حجة لما قامت للنواحي عليه الحجة، أو صاحب المثل الساير لما دار عليه الفلك الداير، وبينه وبين مقامات الحريري ما بين منسوج الذهب ومنسوج الحرير، ونسبته من بسامة ابن الوزير نسبة الوزير من الأمير.

  وبالجملة، فلا أستطيع التعبير عمّا في النفس من فخامة هذا الكتاب الخطير، فلو دنت إلى الكواكب الزاهرة، وصفتها ما عددتها إلّا قاصرة، فلا يجري بتمني دنوّها قلمي. ولا أقول:

  ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي

  فإن ثمّة شيئا لا يقوم بوصفه العبارات، ولا يلوح إلى مكنون سرّه الإشارات.

  كتبه زيد بن محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين.

  نقلته من خطّه البديع في حامية الكتاب، وهو منثور يخجل الورد ابتساما، يجعل اللآلئ في النحور يتامى، ومناقبه لا تحصى⁣(⁣١).


(١) في هامش ب: «وفاته بصنعاء في ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائة وألف».