نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[76] أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن

صفحة 163 - الجزء 2

  صلاح الدين بن أيوب واختصّ به وتقدم عنده وسافر معه إلى مصر، واقتنى من كتب خزائنها كل نفيس، وعاد إلى دمشق واستوطنها، وقصده الناس وأخذوا عنه، وله في النجوم مؤلف كبير على حروف المعجم، وكان قد رأى الزمخشري صاحب التفسير، وأخبر بعض أصحاب أبي اليمن أنه حدّثه قال: كنت قاعدا على باب أبي محمد عبد اللّه بن الخشاب النحوي ببغداذ، وقد خرج من عنده أبو القاسم الزمخشري، وهو يمشي في جاون خشب فإن إحدى رجليه كانت قد سقطت من الثلج، والناس يقولون: هذا الزمخشري.

  قال: ونقل من خط أبي اليمن المذكور: كان الزمخشري أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه، وأكثرهم اكتسابا وإطلاعا على كتبها، وبه ختم فضلاؤهم، وكان متحققا بالاعتزال، وقدم علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ورأيته عند شيخنا أبي منصور الجواليقي، مرتين قارئا عليه بعض كتب اللغة من فواتحها ومستجيزا لها منه، لأنه لم يكن له - على ما عنده من العلم - لقاء ولا رواية، عفا اللّه عنه وعنّا⁣(⁣١).

  قلت: أراد أنه لم يلق المشايخ فيأخذ العلم عنهم، وإنما حصله بالمطالعة والاجتهاد، ولأن القوم كانت همّتهم عليّة في تحقيق العلوم، وكانت العلوم غضّة طريّة، فالعالم عند أولئك الرئيس المطلق، وأما زماننا وبلدنا وأهله فإن العلم عندهم سخرية وهزؤ، وصاحبه لا يرمق إلّا بالحمق والإهانة، نعم، عذرهم واضح لأنهم جهلوا خاصة علم الأدب، فإنه باليمن في الحضيض الأوهد، فاللّه يتدارك أهله بلطفه.


= شاهنشاه ٢٥٣ - ٣١١ والنجوم الزاهرة ٦: ٩٣ وسماه ابن خلكان في ترجمة أبيه شاهنشاه:

«فروخشاه» وتابعه صاحب شذرات الذهب ٤: ٢٦٢ ومثله في الاعلام - خ. ورجحت ما في المصادر الأولى، لأن صاحب «الدارس» سمى في جملة مدارس دمشق «المدرسة الفرخشاهية» وعلق الواقف على طبعه بما يفيد بقاء شيء من هذه المدرسة إلى الآن، وهي منسوبة إلى المترجم له. وفي كتاب الروضتين ٢: ٣٤ من قصيدة:

حتّام جذبك للزمام، فأرخه ... فلقد أنحت إلى ذرى فرّخشه

وفيه ٢: ٣٥.

عبد لعز الدين ذي الشرف الذي ... ذل الملوك لعز عبد فرخشه

يستفاد من هذين البيتين، أن الراء في «فرخشاه» تشدد وتخفف، مع سكون الخاء، الاعلام ط ٤/ ٥ / ١٤١.

(١) وفيات الأعيان ٢/ ٣٤٠.