[76] أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن
  قال ابن خلكان: وأخبرني الشيخ مهذب الدين أبو طالب محمد المعروف بابن الخيمي(١) بالقاهرة المحروسة قال: كتب إليّ الشيخ تاج الدين الكندي من دمشق من جملة أبيات:
  أيها الصاحب المحافظ قد حمّ ... لتنا من وفاء عهدك دينا
  نحن بالشام رهن شوق إليكم ... هل لديكم بمصر شوق إلينا
  قد غلبنا بما حرمنا عليكم ... وغلبتم بما رزقتم علينا
  فعجزنا عن أن ترونا لديكم ... وعجزتم عن أن نراكم لدينا
  حفظ اللّه عهد من حفظ العه ... د وأوفى به كما قد وفينا
  قال: فكتبت في جوابه أبياتا ومنها:
  أيها الساكنون بالشام من كن ... دة إنّا بعهدكم ما وفينا
  لو قضينا حقّ المودّة كنا ... نحبنا بعد بعدكم قد قضينا(٢)
  والنحب ليس خاصا بالأجل، بل يقال: قضى نحبه، أي إربه.
  قال: وأنشدني الشيخ مهذب الدين لأبي اليمن المذكور:
  دع المنجم يكبو في ضلالته ... إن ادّعى علم ما يجري به الفلك
  تفرّد اللّه بالعلم القديم فلا ال ... إنسان يشركه فيه ولا الملك(٣)
  ما أحسن قول الشاعر:
(١) محمد بن علي بن علي بن المفضل بن التامغاز، أبو طالب، مهذب الدين الحلي، المعروف بابن الخيمي: عالم بالأدب. ولد بالحلة المزيدية سنة ٥٤٩ هـ، ورحل إلى بغداد وسورية. وتوفي بالقاهرة سنة ٦٤٢ هـ. من كتبه «أمثال القرآن» و «المؤانسة في المقايسة» و «المخلص الديواني» في الأدب والحساب، و «المطاول» في الرد على المعري، و «نزهة الملك في وصف الكلب والمكلّبين - خ» في الظاهرية (١٦ أدب) قال الميمني: قرئت على مصنفها سنة ٦٤٠ وعليها خطه. و «الرد على الوزير المغربي».
ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ٣٤٢، بغية الوعاة ٧٨ ومذكرات الميمني - خ. والوافي ٤: ١٨١ والفوات ٢: ٤٨٣ الطبعة الثانية، الاعلام ط ٤/ ٦ / ٢٨٢.
(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١.
(٣) وفيات الأعيان ٢/ ٣٤١ وفيه بعده:
«أعد للرزق من اشراكه شركا ... وبئست العدتان الشرك والشّرك»