[76] أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن
  وكانت ولادة الشيخ تاج الدين ببغداد في شهر شعبان سنة عشرين وخمسمائة.
  وتوفي بدمشق سادس شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة. ¦، ودفن بسفح قاسيون.
  * * *
  وأنا في طلب أخبار ابن الخيمي وعسى أجدها فأذكره في حرف الميم إن شاء اللّه تعالى، فإنه الفصيح ويكفيه بائيته التي سارت مسير الشمس التي أوّلها:
  يا مطلبا ليس لي في غيره أرب ... إليك آل التقصّي وانتهى الطلب
  سألني القاضي محمد بن الحسن الخيمي، | بشبام سنة ١١٠٩، هل التقصّي بالمعجمة أو المهملة، فإنه طال فيه اللجاج؟ قلت: إنه بالمعجمة أوضح، ويجوز أن يكون بالمهملة، لأنه لم يأت شيخ من مصر يرويها مقيّدة عن الشيخ مهذّب الدين، وأصله من الحلة وهم شيعة.
  * * *
  وقاسيون، بالقاف بعدها ألف وسين مهملة، مكسورة، والياء المثناة التحتيّة المضمومة وبعد الواو نون: جبل مطلّ على دمشق من شماليها، وبه جامع ومدارس وربط، وفيه مقابر المدينة، وفيه نهران ثورا ويزيد، وذكره أبو المحاسن ابن عنين(١) لما نفي عن دمشق في اللاميّة المشهورة التي تشوّقها فيها، وذكر نزهها بقوله:
  وفي كبدي من قاسيون حرارة ... تزول رواسيه وليس يزول
(١) هو أبو المحاسن، شرف الدين محمد بن نصر اللّه (وقيل نصر الدين) بن عنين - بضم العين - الأنصاري الكوفي ولد بدمشق سنة ٥٤٩. أديب شاعر لغوي، فقيه مؤرخ: مولع بالهجاء، له قصيدة طويلة جدا، سماها مقراض الأعراض، جمع فيها خلقا كثيرا من رؤساء دمشق. نفاه صلاح الدين الأيوبي، فجال في العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان وما وراء النهر واليمن ومصر والهند، وعاد إلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين. تولى الوزارة للملك المعظم بدمشق، وانفصل عنها في أيام الملك الأشرف. توفي سنة ٦٣٠ وقيل ٦٣٣ هـ. له ديوان شعر مطبوع بدمشق حققه خليل مردم.
ترجمته في: النجوم الزاهرة ٦/ ٢٩٣، وفيات الأعيان ٥/ ١٤ - ١٩، الكنى والألقاب ١/ ٣٦١، شذرات الذهب ٥/ ١٤٠، هدية العارفين ٢/ ١١٣، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٣٨ - ٣٣٩.