[76] أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن
  على المبتدأ، قال: أين الخبر؟ ففطن للجواب، فقال: يرفع.
  قال ابن خلكان: وكتب أبو شجاع الفرضي ابن الدهان(١) إلى الشيخ تاج الدين:
  يا زيد زادك ربي من مواهبه ... نعمى يقصّر عن إدراكها المثل(٢)
  لا غيّر اللّه حالا قد حباك بها ... ما دار بين النحاة النحو والبدل
  النّحو أنت أحقّ العالمين به ... أليس باسمك فيه يضرب المثل(٣)
  ومن شعر الشيخ تاج الدين حين كبر:
  أرى المرء يهوى أن تطول حياته ... وفي طولها إرهاق نفس وإزهاق
  تمنّيت في عصر الشبيبة أنني ... أعمّر والأعمار لا شكّ أرزاق
  فلما أتاني ما تمنيت ساءني ... من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق
  يخيّل لي فكري إذا كنت خاليا ... ركوبي على الأعناق والسير إعناق
  ويذكرني مرّ النسيم وروحه ... حفائر يعلوها من الترب أطباق
  وها أنا في إحدى وتسعين حجة ... لها فيّ إرعاد مخوف وإبراق
  يقولون ترياق لمثلك نافع ... وما لي إلا رحمة اللّه ترياق(٤)
(١) هو أبو شجاع فخر الدين (وقيل برهان الدين) واسمه محمد بن علي بن شعيب المعروف بابن الدهان البغدادي. كان فقيها فرضيا محدثا مؤرخا نحويا أديبا شاعرا حاسبا منجما مهندسا، وكان قلمه أبلغ من لسانه. انتقل إلى الموصل ومنها إلى دمشق، ثم ارتحل إلى مصر، ومنها عاد إلى دمشق فجعلها دار إقامته. توفي بالعراق، بالحلة السيفية سنة ٥٩٠ هـ (وقيل ٥٩٢ والأول أشهر) وذلك أنه كان مارا بالحلة عند عودته من حج بيت اللّه الحرام، فسقط من البعير فمات لوقته. من مؤلفاته: غيب الحديث في ستة عشر مجلدا، وتقويم النظر في الخلاف، والمنير في الفرائض وغيرها.
ترجمته في: وفيات الأعيان ٥/ ١٢ - ١٣، الكنى والألقاب ٢/ ٧١، شذرات الذهب ٤/ ٣٠٤، بغية الوعاة ١/ ١٨٠، خريدة القصر - قسم العراق - ٢/ ٣١٧، ذيل الروضتين تراجم رجال القرنين السادس والسابع / ٩، النجوم الزاهرة ٦/ ١٣٩، هدية العارفين ٢/ ١٠٣، روضات الجنات / ٦٩٨، أنوار الربيع ٢ / هـ ٢٧١.
(٢) في الوفيات: «الأمل».
(٣) وفيات الأعيان ٢/ ٣٤١.
(٤) وفيات الأعيان ٢/ ٣٤١ - ٣٤٢.