[77] الفقيه زيد بن صالح بن أبي الرجال اليمني
  سبحان مانحة هذه القطعة التي هي كالماء، بل كنار الخليل لدى الظلماء.
  وله ¦ من أبيات:
  سرى طيفها والنجم في الأفق كالعقد ... فكاد سناء للعواذل أن يهدي
  سرى فسرى منه العبير بعنبر ... وفاح شذاه بالفتيق وبالند
  وبت نديما للسهى ذا ندامة ... كئيب فؤاد لا أعيد ولا أبدي
  وما بيننا والحمد للّه ريبة ... أبى اللّه ما فعل الدنية من قصدي
  وكيف ولي في المجد أي مكانة ... تلاحظها عين الغزالة من بعد
  أبيت ويأبى لي الخنا طيب محتد ... كريم وجدّ في العلى أيّما جد(١)
  كاد البيت الثاني أن يكون دكّان عطّار، وأما ملاحظة عين الغزالة من بعد فهو كذلك تحصيل حاصل، واللّه يقول: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}(٢)، وكان البحتري أوصف الناس للخيال حتى قيل خيال البحتري وهو ما يتخيّله النائم من مجيء أشخاص محبوبة وغيرها إليه.
  وقال الرئيس أبو علي في خبره: هو الاستدلال من المخيّلات العلمية على ما شاهدته النفس من عالم الغيب مخيّلته القوّة المخيّلة التي محلها مقدّم الدماغ بمثال غيره.
  قرأت ذلك على شيخنا العلامة الحسن بن الحسين بن المنصور باللّه |، فإني كتبت ذكره في حرف الحاء(٣)، في شهر صفر وهو حيّ، ثم عرضت له علّة الاستسقاء فترددت إليه فأعطيته شيئا من دهن الياسمين العتيق ودهن البابونج فذكر أنه انتفع به وتحلّل ورم كان بعينه، ثم بلغني أن بعض جهّال المتطببة تردد إليه ودهن قدميه بدهن أحسب أنه بارد رطب فهاج به الورم في يوم وتصاعد في بعض يوم فضغط روح قلبه المقدس فتوفي بعد عصر يوم الاثنين تاسع ربيع الأول من عامنا هذا سنة أربع عشرة ومائة وألف، وكان أنفع علاجه الأيارج الذي يدخل فيه الأفربيون، ولكنه كما أخبرني ابن أخيه السيد العلامة محمد بن عبد اللّه
(١) نشر العرف ١/ ٦٤٩.
(٢) سورة الطلاق: الآية ٧.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٤٥.