نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[77] الفقيه زيد بن صالح بن أبي الرجال اليمني

صفحة 171 - الجزء 2

  الآتي ذكره⁣(⁣١): إنه قال قد اشتقت إلى لقاء اللّه فقد تنغصت أحوال آل المنصور، وكان ذلك الاثنين، كما قلت في رثائه من قصيدة:

  اثنين بالواحد الميمون روّعنا ... وما رضى بخميس دونه شرس

  يا بحر قد كنت من ذي النون مقتبسا ... فانعم بذاك السرى في حضرة القدس

  * * *

  وذكر الفقيه في الشعر أنه عفّ من الخيال، وتلك العفّة لا تكون إرادية، وإنما كانت الشهوة والقلب ضعيفين والعهد بالجماع قريبا لم ينشر العضو فيخيّل للنائم أنه عفّ، ولكن الشعراء يدّعون العفّة حتى في المنام، ولم أسمع أقوى ولا أبلغ في هذه المادّة من قول الشاعر، وأحسبه الشريف الرضي:

  ماذا يعيب الناس من رجل ... خلص العفاف من الأنام له

  يقظانه ومنامه شرع ... كلّ بكلّ منه مشتبه

  إن همّ في حلم بفاحشة ... زجرته عفّته فينتبه

  وقول الشريف الرضي هو الشعر أيضا:

  بتنا أعفّ مبيت باته بشر ... يلفّنا الشوق من قرن إلى قدم

  ولفظ بشر له من سحر البلاغة ما لا يأتي به إلّا أولو العزم من أهلها.

  وذكر الحافظ الذهبي في سير النبلاء في ترجمة أبي بكر محمد بن داود الظاهري⁣(⁣٢) الإمام بن الإمام الفقيه الأديب أحد أئمة الظاهر أنه مات عشقا لوهب ابن جامع الصيدلاني وعفّ عنه.


(١) ترجمه المؤلف برقم ١٥٤.

(٢) محمد بن داود بن علي بن خلف الظاهري، أبو بكر: أديب، مناظر، شاعر، قال الصفدي:

الإمام ابن الإمام، من أذكياء العالم. أصله من أصبهان. ولد ببغداد سنة ٢٥٥ هـ، وعاش فيها، وتوفي بها مقتولا سنة ٢٩٦ هـ. كان يلقب بعصفور الشوك لنحافته وصفرة لونه. له كتب، منها «الزهرة - ط» الأول منه، في الأدب، و «أوراق - من ديوانه - ط» و «الوصول إلى معرفة الأصول» «الانتصار على محمد بن جرير وعبد اللّه بن شرشير وعيسى بن إبراهيم الضرير» و «اختلاف مسائل الصحابة». وهو ابن الإمام داود الظاهري الذي ينسب إليه المذهب الظاهري.

ترجمته في: النجوم الزاهرة ٣: ١٧١ وفيات الأعيان ٤/ ٢٥٩ - ٢٦١ والمسعودي، طبعة باريس =