[77] الفقيه زيد بن صالح بن أبي الرجال اليمني
  فقال ابن سريح: وأنا الذي أقول:
  ومشاهد بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سناته
  ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
  حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولّى بخاتم ربّه وبراته
  فقال أبو بكر: أيّد اللّه القاضي، قد أخبر بحاله، ثم ادّعى البراءة، ما توجه فعليه البيّنة، فقال ابن سريح: مذهبي أن المقرّ إذا أقرّ إقرارا أناطه بصفة كان إقراره موكولا بصفته تلك.
  قال الذهبي: ذاكر أبو بكر بالأدب وله عشر سنين، وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة صاحب محبرة، وكان من أجمل الناس، وعاش ٤٣ سنة.
  وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين.
  * * *
  وممن قتله العشق من الأعيان: قاضي القضاة شهاب الدين بن خلكان(١)، كان يحب الملك الزاهر بن الكامل فقتله حبّه، وله قصة طويلة ذكرتها في هذا الكتاب.
  * * *
  وما بخاطري من شعر الفقيه زيد بن صالح غير ما ذكرت فهو أجود ما سمعته له، وكان مقامه بضوران، ونقلت ذلك من خطّه إلّا الدالية فمن خط
(١) هو قاضي القضاة شمس الدين، أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان البرمكي الشافعي، صاحب كتاب وفيات الأعيان. ولد سنة ٦٠٨ هـ بمدينة أربل. استوطن القاهرة وبها صنف كتابه المذكور وكان من كبار قضاتها، ثم تولى قضاء دمشق، وعزل مرتين، كان أديبا فاضلا فصيحا فقيها حلو المذاكرة، عارفا بأيام الناس. له عناية خاصة بشعر يزيد بن معاوية، فقد قال عن نفسه في وفيات الأعيان ٣/ ٤٧٦ أثناء ترجمة المرزباني (وكنت حفظت جميع ديوان يزيد لشدة غرامي به وذلك سنة ٦٣٣ هـ بمدينة دمشق، وعرفت صحيحه من المنسوب إليه). توفي سنة ٦٨١ هـ بدمشق ودفن بالصالحية.
ترجمته في: النجوم الزاهرة ٧/ ٣٥٣، هدية العارفين ١/ ٩٩، كشف الظنون / ٢٠١٧، الكنى والألقاب ١/ ٢٧٣، روضات الجنات / ٨٧، تاريخ دمشق / ٧٦، شذرات الذهب ٥/ ٣٧١، أنوار الربيع ٢ / هـ ٢٥٦ - ٢٥٧.