نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[77] الفقيه زيد بن صالح بن أبي الرجال اليمني

صفحة 173 - الجزء 2

  الواعظ املاء بالري، نا محمد بن إسماعيل العلوي، حدثني جدي، سمعت وهب بن جامع العطار صديق ابن داود، قال: دخلت على المتقّي للّه فسألني عن أبي بكر بن داود هل رأيت منه ما تكره، قلت: لا يا أمير المؤمنين، إلّا إني بتّ عنده ليلة فكان يكشف عن وجهي ثم يقول: اللهم إنك تعلم أني أحبّه وأني لأراقبك فيه، قال: فما بلغ من رعايتك لحقّه؟ قلت: دخلت الحمام فلما خرجت نظرت في المرآة فاستحسنت صورتي فوق ما أعهد فغطّيت وجهي وآليت لا ينظر في وجهي أحد قبله، وبادرت إليه فكشف وجهي ففرح وسرّ وقال: سبحان خالقه ومصوّره وتلى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ}⁣(⁣١).

  قال الذهبي: كان ابن داود أحد أذكياء العالم، وكان أحد أئمة الظاهر ببغداذ بعد أبيه، وله المؤلفات على مذهبه، وكتاب الزهرة في الأدب، وكان خصم ابن سريح في المناظرة.

  وقال أبو علي التنوخي: حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن البختري الداودي، حدثني أبو الحسن بن المفلس الداودي، قال: كان محمد بن داود بن سريح إذا حضر بمجلس أبو عمرو القاضي لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما، قال: فسأل أبا بكر عن العود الموجب لكفارة الظهار، فقال:

  إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب أبيه، فطالبه بالدليل فشرّع فيه، فقال ابن سريح: يا أبا بكر هذا قول من من المسلمين؟ فغضب أبو بكر، فقال: أتظن إن من اعتقدت قولهم إجماعا في هذه المسألة عندي إجماعا أحسن إخوانهم أن أعدهم خلافا، فغضب ابن سريح فقال: أنت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة، فقال: واللّه ما تحسن شتم قراءة قرأت⁣(⁣٢) من يفهم، وإنه لمن إحدى المناقب لي إذ أقول فيه:

  انزّه في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرّما

  وينطق سرّي عن مترجم خاطري ... فلو لا اختلاسي ردّه لتكلما

  رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما


(١) سورة آل عمران: الآية ١٦.

(٢) كذا في الأصل.