نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[79] السيدة الجليلة زينب ابنة السيد الجليل

صفحة 192 - الجزء 2

  من شيمة الحرّ الكريم ال ... عفو عن سهو الذنوب

  ومن المروءة تركه ... للبحث عن نشر العيوب

  وبعدهما كتبت:

  أمة اللّه الفقيرة إليه، الطالبة عفوه ورحمته، زينب بنت محمد بن أحمد بن الإمام الحسن بن علي.

  ولها موشّح أنفس من وشاح الجوزاء، ولا أقول وشاحها ولم استحضره.

  وكانت عالمة أخذ عنها جماعة كما أخبرني ابن عمي العماد يحيى بن إبراهيم بن الحسين، ولمحبّتها علم السيمياء والروحانية عكفت على المندل وارتاضت له فأصابها سكون ومرض، الظاهر أنه بسبب الروحانية، وبقيت ملقاة نحو شهر فقدرت وفاة تلك الطيبة بالمندل في شهر المحرم افتتاح سنة اربع عشرة ومائة وألف بشهارة، رحمهما اللّه تعالى.

  وكان آخر من تزوجته طالب بن المهدي وكان غدافي الفعل واللون فلم ترتض الشمس زحل، والوردة لا يعاشرها الجعل، ففارقته فراق الحليلة ذا ناجب⁣(⁣١) بأمر ابن زائدة، ومضى والعين قرحا ببعده جامدة.

  والمندل كتاب معروف يتوصّل به إلى استحضار الروحانية.

  وما أحسن قول شهاب الدين الحاجبي المصري من أبيات:

  يا صاح علّلني بكأس مدامة ... عن ذكره إن الحبيب معلّل

  صهباء إن جن الفتى بخمارها ... منها شفاء في شذاها المندل

  والمندل في المعنى البعيد أحد أصناف العود الهندي، وهو من أجوده، وهو حار يابس في الثانية، ترياقي يقوّي القلب ويسكّن الخفقان البارد، ويقوّي الأحشاء، وينفع الخلفة السوداوية والدماغ البارد، وقد يضرّ المحرور ويصدعه.

  وكان والد السيدة زينب فاضلا عالما، وله شعر ومصنفات، وتولى العدين والمخا.

  وجدّها الإمام الحسن أحد أئمة الزيدية، وكان غزير العلم، كثير الفضل،


(١) كذا في الأصل.