نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[79] السيدة الجليلة زينب ابنة السيد الجليل

صفحة 191 - الجزء 2

  وسمعت لها بيتا مفردا في التورية، والنساء يتناشدنه، فضلّت فيه شهارة على صنعاء لأنها توطنت شهارة بسبب أن أمها أسماء بنت الإمام المؤيد هناك، ولم أسمع له بأول، فنظمت له أول من شعري لاستحساني له ورعاية لأدبها ولأنّها عمّة للوالد من الرضاعة وهو:

  وقائل لي أزال ليس تشبهها ... شهارة قلت قف لي واستمع مثلي

  أليس صنعاء تحت الظهر مع ضلع ... أمّا شهارة فوق النحر والمقل

  ولا تخفى حلاوة النحر والمقل وهما بعقبة شهارة، النحر: أحد أبوابها، والمقل: ماء فيه كروم ومسجد بزه أسفل منه، والظهر⁣(⁣١): وادي ظهر الذي أشرنا إليه في ترجمة الداعي في حرف الحاء⁣(⁣٢).

  وضلع، كجمع، جمع ضلعة: محل قريب الوادي المذكور، به كروم وماء.

  وما رأيت أقوى من هذا التفضيل مع قوّة التورية في الأربع المحلات.

  ولما مات المتوكّل ودعى القاسم بن المؤيد وهو خالها، ودعى المهدي أحمد بن الحسن قالت تمدح خالها وتعرّض بالمهدي:

  إن الإمامة⁣(⁣٣) زينت إكليلها ... للقاسم بن محمد بن القاسم

  لا كالذي جعل الجواري همه ... وشفى بحرب إمامه من قادم⁣(⁣٤)

  لأن المهدي | كان خرج أولا على المؤيد بن المنصور أيام صباه، ثم تاب وأناب وهيهات أن يسمح الدهر بمثله، ولا يخفى ما في البيتين من البديع.

  ورأيت في «كتاب ميزان السياسة» عند قول صاحبه: من الكرم العفو من سهو الذنوب، وترك البحث عن نشر العيوب، بخطّها عقدت الكاتبة سامحها اللّه هذا الكلام في متن الكتاب في العفو وترك تتبّع العثرات في ذين البيتين:


(١) في هامش ب: «ولعله المراد بالظهر في البيت الأكمة المشرفة على صنعاء من جهة شرق بقبله المسماة ظهر الحمار».

(٢) ترجمه المؤلف برقم.

(٣) في هامش الأصل: «الخلافة».

(٤) نشر العرف ١/ ٧١٧.