نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[80] أبو العباس، سديف بن ميمون، مولى أبي

صفحة 202 - الجزء 2

  وذكر أبو الفرج: إن المنصور لما حبس عبد اللّه بن الحسن وقتل ولديه محمد وإبراهيم أنشد سديف قصيدة رائية مدحه بها وذكر خبر ابن عبد اللّه بقوله [من الكامل]:

  يا سوئتا للقوم لا إذ لم يلو ... كفوا ولا كانوا من الأحرار

  فقال: أتحضض عليّ يا سديف، قال: بلا أؤنبهم يا أمير المؤمنين.

  وقتيل المهراس: هو يحيى بن زيد⁣(⁣١)، وقد مرّت الإشارة إليه عند ذكر أبيه.

  وقتيل حرّان: هو إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، أشخصه مروان بن محمد عن الحميمة إلى حران حين بلغه أن المسوّدة تدعو إليه، ثم أدخل رأسه في جراب فيه نورة وشدّه عليه حتى مات، ثم صلبه.

  ورأيت في بعض المجاميع أن إبراهيم بن المهدي ركب مع أخيه الرشيد في زورق للنزهة في الدجلة، وكان الرشيد يحب منادمته لعلمه، فقال له: يا إبراهيم أي الأسماء أشرف وأسعد؟ قال: يا أمير المؤمنين اسم محمد رسول اللّه، ثم قال: من قال اسم هارون خليفته؟ قال: فأي الأسماء اشأم؟ قال: إبراهيم، قال:

  فزبرني وقال: يا جاهل أليس هو خليل الرحمن، قلت بشؤم: اسمه لقى من النمرود ما لقى حتى رماه بالمنجنيق إلى النار، لولا أن جعلها اللّه بردا وسلاما، قال: ويحك فهو اسم إبراهيم بن رسول اللّه، قلت بشؤم: اسمه لم يعمره، قال:

  فهو اسم إبراهيم الإمام، قلت: بشؤمه حبسه مروان ثم غمّه في جراب النورة، وأزيدك يا أمير المؤمنين، إبراهيم بن الأشتر قتل، وإبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن قتل، قال إبراهيم: فبينا أنا في حديثه إذ صاح ينادي آخر: يا إبراهيم عد ويلك، ثم ناده يا إبراهيم، يا عاض بظر أمه، ويلك مد، فالتفتّ إلى الرشيد فقلت: بقي لك شيء بعد هذا، واللّه ما في الدنيا اسم أشأم منه، والسلام، فضحك الرشيد حتى استلقى، وأمر لي بمائة ألف درهم.

  قلت: ما في شؤم إبراهيم بن المهدي شك، فإنه حرم الخلافة، وأهين وكان ناصبيا، ولقد تتبعت أنا من اسمه إبراهيم فما وجدته نال سعادة دنيوية ولا


(١) الأغاني ١٦/ ١٤٣، أعيان الشيعة ٣٤/ ٢٤، شعر سديف ٢١.

(٢) في هامش الأصل: «وقيل: حمزة بن عبد المطلب».