نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[80] أبو العباس، سديف بن ميمون، مولى أبي

صفحة 201 - الجزء 2

  أنت مهدي هاشم وهداها ... كم أناس رجوك بعد اياس

  لا تقيلن عبد شمس عثارا ... واقطعن كل دفلة وغراس⁣(⁣١)

  أنزلوها بحيث انزلها اللّ ... هـ بدار الهوان والاتعاس

  خوفهم أظهر التودد منهم ... وبهم منكم كحزّ المواسي

  إقصهم أيها الخليفة واحسم ... عنك بالسيف شأفة الأرجاس

  واذكرن مصرع الحسين وزيد ... وقتيلا بجانب المهراس

  والإمام الذي بحران أمسى ... رهن قبر في غربة وتناسي

  فلقد ساءني وساء سوائي ... قربهم من نمارق وكراسي

  نعم شبل الهراس مولاك شبل، ... لو نجى من حبائل الإفلاس⁣(⁣٢)

  والظاهر إنه ارتجل الأبيات فتغيّر لون أبي العباس وأخذه الزمع، فقال بعض ولد سليمان بن عبد الملك لرجل كان إلى جنبه: قتلنا واللّه هذا العبد، ثم أقبل عليهم، فقال: يا بني المقارع والعصي إني أرى قتلى كثيرا من أهل بيتي قد سلفوا، وأنتم أحياء تتلذذون، خذوهم، فأخذتهم الخراسانية بالمقارع حتى قتلوهم شدخا، وبسطت البسط عليهم وجيء بالطعام فأكل أهل المجلس، وإنه ليسمع أنين بعضهم من تحت البسط، وقال لسديف: لولا أنك خلطت شعرك بالمسألة لأغنمتك أموالهم، ولعقدت لك على جميع موالي بني هاشم.

  وذكر بعض الرواة الواقعة والشعر لشبل بن معبد وهو أيضا شاعر من موالي بني هاشم وكتب إلى عمّاله بالنواحي بقتل بني أميّة.

  وقال غير أبي الفرج: إنه أجاز سديفا بألف دينار ثم قال له أخوه المنصور:

  كأني بك يا سديف قد قدمت المدينة فقلت لعبد اللّه بن الحسن: يا بن رسول اللّه إنّما نداهن بني العباس لأجل عطائهم نقوم به أودنا، وأقسم باللّه لئن فعلت لأقتلنّك، ففعل سديف ذلك، فانتهى خبره إليه، فلما ولي الخلافة ضربه حتى مات، وقيل دفنه حيّا سنة اثنتين وثلاثين ومائة⁣(⁣٣)، ¦.


(١) في ديوانه: «رقلة» والرقلة: النخلة الطويلة.

(٢) الكامل للمبرد ٣/ ١١٧٨، طبقات ابن المعتز ٣٩، أخبار شعراء الشيعة ٧٦، ديوانه.

(٣) في هامش الأصل عبارة «ينظر في هذا»، أقول: أجمعت المصادر التي أوردت خبر سديف، إن وفاته سنة ١٤٦.