[81] أبو الحسن، السري بن أحمد بن السري
  أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع ... وما صاحب الأيّام إلّا مفجّع
  وذكر أن خالد بن الوليد طرق السماوة في جيش الفتح فصبّح حيا من تغلب، فوجد رجل من أصحابه فتى منهم بين يديه خابية نبيذ وهو يشرب منها ويقول:
  ألا علّلاني قبل جيش أبي بكر ... لعلّ منايانا قريب وما ندري
  فضرب رأسه فوقع الرأس في الخابية.
  وقال الحماسي(١):
  ألا علّلاني قبل نوح النّوائح ... وقبل حضور النّفس بين الجوانح(٢)
  وقبل غد يا لهف نفسي على غد ... إذا راح أصحابي ولست برائح(٣)
  وبكاء النفس أشد من بكاء غيرها.
  وقال أبو الحسن علي بن الناصر الأطروش الآتي ذكره يرثي الداعي محمد ابن زيد:
  نأت دار ليلى بسكّانها ... وأوحش معهد جيرانها
  فبهذا تبطل حجّة أبي بكر.
  ومن شعر السري الرفاء [من الوافر]:
  بلاني الحبّ منك بما بلاني ... فشأني أن يفيض غروب شاني(٤)
  أبيت اللّيل مرتقبا أناجي ... بصدق الودّ كاذبة الأماني
= خرج مع عبد اللّه بن الزبير في مغزى نحو المغرب فمات، وقيل مات في خلافة عثمان بطريق مكة، فدفنه ابن الزبير.
ترجمته في: أسد الغابة ٥/ ١٨٨، والشعر والشعراء / ٥٤٧، والأغاني ٦/ ٢٧٩ - ٢٩٣، وديوان الهذليين تحقيق لايل / ٨٤٩، أنوار الربيع ١ / هـ ٢٥٢.
(١) وهو أبو الطمحان القينيّ.
(٢) التعليل: تطيّب النفس بذكر ما تحب، والجوانح: ضلوع الصدر، وارتقاء النفس: بلوغها التراقي.
(٣) الحماسة لأبي تمام ٣٨٠ - ٣٨١.
(٤) بلاني: اختبرني، بلاني الثانية: من البليّة والكارثة. غروب شاني: أصله شأن وهو موصل قبائل الرأس وملتقاها وتجيء منه الدموع، والغروب: الحدود.